وأكثر التبسّم في وجوههم.
وكن كريما على زادك بينهم.
وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم.
واستعمل طول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد.
وإذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم.
واجهد رأيك إذا استشاروك ، ثمّ لا تعزم حتّى تتثبّت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتّى تقوم فيها وتقعد ، وتنام وتأكل وتصلّي ، وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فإنّ من لم يمحض النتيجة من استشاره سلبه الله رأيه.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم.
واسمع لمن هو أكبر منك سنّا.
وإذا أمروك بأمر ، وسألوك شيئا فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإنّ (لا) عي ولؤم.
يا بنيّ ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء ، صلّها واسترح منها فإنّها دين.
وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ.
وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتّى تبتدئ فتتصدّق منه فافعل.
وعليك بقراءة كتاب الله (١).
ج ـ وثمّة قصّة معروفة أيضا عن لقمان ، وهي أنّ مولاه دعاه ـ يوم كان عبدا ـ فقال : اذبح شاة ، فأتني بأطيب مضغتين منها ، فذبح شاة ، وأتاه بالقلب واللسان.
وبعد عدّة أيّام أمره أن يذبح شاة ، ويأتيه بأخبث أعضائها ، فذبح شاة وأتاه بالقلب واللسان ، فتعجّب وسأله عن ذلك فقال : إنّ القلب واللسان إذا طهّرا فهما أطيب من كلّ شيء ، وإذا خبثا كانا أخبث من كلّ شيء (٢).
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) تفسير البيضاوي والثعلبي ، ولكن نقل في مجمع البيان جزءه الأوّل فقط.