إنّ الحقّ إشارة إلى الوجود الحقيقي الثابت ، وفي هذا العالم فإنّ الوجود الحقيقي القائم بذاته والثابت المستقرّ الخالد هو الله فقط ، وكلّ ما عداه لا وجود له بذاته وهو عين البطلان ، حيث إنّه يستمدّ وجوده عن طريق الارتباط بذلك الوجود الحقّ الدائم ، فإذا انقطع الفيض عنه لحظة فإنّه سيفنى ويمحى في ظلمات الفناء والعدم ، وبهذا فإنّه كلّما قوي ارتباط الموجودات الاخرى بوجود الله تعالى فإنّها تكتسب بتلك النسبة حقّا أكبر.
وعلى كلّ حال ، وكما قلنا سابقا ، فإنّ هذه الآيات مجموعة من عشر صفات من صفات الله تعالى ، وعشرة أسماء من أسمائه ، وتشتمل على أدلّة قويّة ـ لا يمكن إنكارها ـ وعلى بطلان كلّ أنواع الشرك ، ولزوم التوحيد في كلّ مراحل العبودية.
* * *