فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ) (١).
قال : وقد نقل المفسرون ان رجلاً شكى الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجع بطن اخيه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اسقه العسل. فسقاه وعاد الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : لم يبرأ ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : صَدَقَ اللهُ وكذِب بطن أخيك ، اسقه العسل ، وسقاه فشفاه الله تعالى (٢).
الرضوي : هكذا نقل الشيخ الخالصي عن المفسّرين وحكاه عنهم والذي رويته في كتاب (شكاوى الشيعة الى زعماء الدين والشريعة) عنه صلى الله عليه وآله وسلم ان الرجل لما عاد الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم واخبره بعدم انتفاع اخيه به قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام : يا علي انّ اخا هذا الرجل منافق فمن ها هنا لا تنفعه الشربة.
ومرّ تحت عنوان (تنبيه لقراء الكتاب) في اول الكتاب ان امير المدينة شكى الى الاِمام الصادق عليه السلام وجعاً يجده في جوفه ، فعلّمه عليه السلام ما يزيل عنه ذلك ، فاعترض على الاِمام رجل من اهل المدينة من الهمج الرعاع وقال فعلنا هذا (يعني ما وصفت) فلم ينفعنا.
فقال عليه السلام : انما ينفع الله بهذا اهل الاِيمان والتصديق برسوله ول اينتفع به اهل النفاق ...
فمن هذا الحديث وذاك تعرف ايها المؤمنين الكريم ان للاِيمان الراسخ والاِعتقاد الكامل الأثر البالغ في نيل المآرب ، ونجاح المقاصد ، وبدون ذلك لا تجدي القرائة ولا العمل شيئاً.
__________________
(١) سورة النحل الآية ٦٨.
(٢) احياء الشريعة في مذهب الشيعة ج ٢.