وحدثني طاب ثراه ايضاً عن علوية جليلة انها قالت : دخل بعض اعوان الظالمين داري طالبين ولدي ، وفتشوا الدار وغرفها اجمع حتى فتشوا حوض الماء وغيره مما احتملوا اختفائه فيه فلم يروه ، وكان ولدي آنذاك في غرفة من غرف الدار ، وكانوا قد دخلوها فأعمى الله عنه ابصارهم ، وكان الولد يقرأ آية الكرسي ، او هي قرأتها لستره عن اعينهم ، لا اتخطر ذلك ، وكأن السيد العلّامة الوالد طاب ثراه جرّبها لذلك ايضاً (١).
وحدثني السيد الجليل علي اكبر التبريزي رحمه الله انه في سفرة له من ايران الى العراق ، كان قد صحب معه خادمة لأهله ، ولم يكن عندها جواز سفر ، ولمّا ارادوا الركوب في السيارة لاِجتياز الحدود وقف المفتّش على باب السيارة وبيده الجوازات ، واخذ ينادي كُلّا باسمه ويدفع له جوازه بيده فيركب ، فجائت الخادمة وركبت في السيارة والمفتّش واقف على بابها وقد أعمى الله بصره عنها فلم يرها ،
__________________
آية الكرسي اذا اطلقت كانت الى العظيم. وقال الطريحي في (مجمع البحرين) : آية الكرسي الى وهو العلي العظيم. وقال العلّامة السيد علي الميبدي في كشكوله : وقد ورد قرائة آية الكرسي في كثير من المواضع وآخرها باجماع القرّاء والمفسرين وهو العلي العظيم ، وقد يُضم اليها في بعض المواضع آيتان بعدها وآخرهما هم فيها خالدون ، فقول بعضهم : الأولى قرائة آية الكرسي الى هم فيها خالدون مسامحة. الرضوي : وهي آية ٢٥٥ من سورة البقرة.
(١) الرضوي : كنت طبعت هذا الكتاب لأول مرة في طهران عام ١٣٧٤ هـ وصحبته معي الى العراق ، وقد اطلع عليه في كمرك خانقين احد عملاء الظالمين لعنة الله عليهم اجمعين في تفتيشه لأمتعة المسافرين ، فتناول نسخة منه وفتحها فوقع نظره على الحكايتين المذكورتين في المتن فيما ظهر من اثر قرائة آية الكرسي فتبسّم وقال اتفق هذا معك؟ قلت له ، حكي لي ذلك ، فسمح لي بالكتاب ، فحملته بجملته وناولته حمالا ليضعه على سطح السيارة ، واذا بعميل آخر حقير شاهدني اقبل نحوي وقال لي بنهر : ارجعه ، قلت له اجازني هذا بأخذه ، فأتاه وسئله عن الكتاب وموضوعه ، فأجابه بكلمة تنبئعن عدم ايمانه بالمعنويات ، فاقتنع الخبيث منه ، فكفّ الله عنّيشره ، كف الله شرور الظالمين وعملائِهم المجرمين عن جميع شيعة امير المؤمنين عليه السلام.