ودفع الشرور والبليّات ، واذا كان طاب ثراه غائباً عن النجف في جمادى الأخرة بعث الينا كتاباً يأمرنا فيه بها ، وانا منذعرفتها ما تركتها في حال من الأحوال سوى مرّة واحدة فاتتني لم اُوفق لها ، وكنت في ذلك العام خائِفاً وجِلا من مفاجأة مكروه ، او مواجهة خطر ، ولها عندي من الأهميّة مكان.
وحدثني قدسسره عن الشيخ الجليل المرحوم حسين همدر العاملي رضي الله عنه (١) وكان هذا الشيخ صالحاً نقيّاً ، وصاحبا وفيّا لجدّي السيد المرتضى سفرا وحضرا ، وينقل عنه من الكرامات التي شاهدها هو منه ، ذكر جملة منها صاحب (تكملة نجوم السماء) في ج ٢ منه قال : رحمه الله كان السيد قدس سره اذا دخل جمادى الآخرة امرني بكتابة هذه الصلوة في قراطيس وتوزيعها على المؤمنين.
وحدثني قدس سره ايضاً عن المرحوم الشيخ غلام رضا النادب قال : في السنة التي غارت اعراب نجد الوهابيون على كربلاء المقدّسة ونهبت ما في دورها كنت صليت هذه الصلوة فدخلوا الدور المكتنفة بداري (٢) ولم يدخلوا داري. وللوقوف على تفصيل هذه الغارة العدوانية على بلاد الشيعة الامامية ، وما جنوه عليهم فيها راجع حتما كتاب (كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب).
وهي اربع ركعات ذكرها السيد الأجل علي بن طاووس قدس سره (٣) ، يؤتى بها
__________________
(١) لم يكن جدّي الآية الأوحد والعالم الأمجد الأسعد السيد المرتضى الرضوي المعروف بالكشميري طاب ثراه من عادته ان يطري احداً من الناس فلم اسمع عنه من سيدي العلامة الوالد قدس سره شهادة بتزكية احد او ثناء عليه ، سوى هذا الشيخ العالم النقي والصفي الوفي حسين همدر رحمه الله واكرم مثواه فقد حدثني سيدي طاب ثراه انه وجد بخطّ والده جدي اعلى الله مقامه انه كتب في حقه ما نصّه (لم ار رجلاً خشنا في ذات الله مِثله). فيالها من شهادة عالية في حقّ هذا الشيخ الجليل والعالم النبيل ضاعف الله له الدرجات ، واجزل له المثوبات يعرف قدرها من يعرف مكانة السيد طاب ثراه وعظم شأنه.
(٢) : المحيطة بها.
(٣) تقدمت ترجمته ص ٩.