بسببها بين نشأتيهما الدينيّة والعلميّة ويستضيء الوطن بأنوارهم ، وتهتدي الأمّة بهداهم ، فلقد دلّت التجارب وبرهنت الحوادث انّ للتربية الدينيّة المدخل التام في تأسيس دعائم نهضة الأمّة ، وتثبيت تقدّمها.
وللعلّامة الشيخ علي كاشف الغطاء ايضاً كلمة في ذات الموضوع ، نشرت تحت عنوان (مدارس اليوم) وطبعت في كراس في مطبعة القضاء في النجف عام ١٣٧٦ نقتطف منها ما يلي :
دلّت التجربة على انّ الشاب الذي يسلّمه اولياؤه اليها (المدارس الحكومية) وهو مطبوع بأدبه ودينه بقالب ملائِم لمحيطه ، ما يفتأ ان تمثّله المدرسة وهو مجرّد عن مزايا محيطه الأدبي والديني ، قد استفعل في نفسه شعور حار جاد ، رمى به الى خارج حظيرته ومعتقده ، وقد التهب بروح غربيّة خبيثة لا يكاد يكون لاِذكاء الشعور بها ادنى اثر في ثقافته العلميّة ، ولعلّها قد اماتت فيه امكانيّة النهوض الاقتصادي والنشاط الانتاجي بتبلبل فكري ، وصراع نفسي قد ابعده عن لطائِف الحياة ونشواتها الى اقصى حدّ.
هذا والمصيبة الكبرى ، والطامة العظمى انّ المدرسة قد شحنت دماغه الى حواشيه بمعلومات ومحفوظات لا مساس لها بمستقبله ، ولا ربط لها بامكانيّاته ، ولا علاقة لها بعاياته المنشودة.
كلّفته العناء الكثير في درسها ، والأتعاب المرهقة في حفظها وتحضيرها ، بينما قد اهملت المدرسة اِذكاء الروح الدينية فيه ، مع انّ العاطفة ذات مفعول قوي
__________________
الدين بشتّى الطرق والأساليبِ الساحرة بالكتب المزيفة وبالمعلِّمين الفسقة الفجرة ، وبالأساتذة الملاحدة الكفرة ، وما ان يكمّل الطالب دراسته المرسومة فيها على النهج الغربي نراه وقد خرج منها خارجاً لا من دينه فحسب ، بل منسلخاً من انسانيّته ، خائِنا لدينه ووطنه كما نشاهده عياناً من المتخرّجين منها الّا من عصمه الله منهم وقليل ما هم. الرضوي.