قتل النفس المحترمة ، وانتهاك كافة المحرّمات ، يبول من قيام كالكلاب والدواب ، ويأكل من قيام كالحمير والأنعام ، ينام على اللهو والفجور ، يقامر ويشرب الخمور ، لا يعرف للطهارة والنجاسة معنى ، ولا للحلال والحرام مفهوماً ، كأثر ابناء هذاالجليل الفاسد ، والنشأة القذرة الحاضرة ، المتقهقرة الى الوراء يوماً فيوماً ، وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان من ذوي الشعور والوجدان ، والعيان اقوى شاهد على ذلك وبرهان ، فالله الله ايّها الآباء في ابنائِكم (يُوصيكم الله في أولادكم) (١) فلا تتهاونوا في تربيتهم ، فان الله سبحانه سائِلكم عنهم يوم الورود عليه. قال الشاعر :
صاحب اخا ثقة تحض بصحبته |
|
فالطبع مكتسب من كل مصحوب |
كالريح آخذة مما تمر به |
|
نتنا من النتن او طيبا من الطيب |
قال صاحب خصائص الشيعة رحمه الله : (٢) وهذه المسئلة من المجرّبات المعلومة لدى الخلق.
وللعلّامة المصلح الشيخ جعفر نقدي رحمه الله كلمة في الموضوع قيّمة نقتطفها من مقال له سجّلته مجلّة الهُدى العماريّة الغرّاء في العدد الثاني من سنتها الثانية ، وهذا نصّها :
انّ من الواجب على كلّ من يهمّه امر المدارس ان يسعى لنشر التربية الدينيّة فيها (٣) لتغذية عقول الطالبين الذين هم شباب اليوم ورجال غد ، ليجمعوا
__________________
(١) سورة النساء الآية ١٠.
(٢) هو العلّامة السيد مهدي القزويني طاب ثراه ، تقدمت ترجمته ص ١٠٨.
(٣) وممّا يؤسف له جدّاً انّ المدارس الرسميّة في عصرنا الحاضر (التي عادت فيه الجاهليّة الأولى) في كفاة الاقطار الاِسلاميّة خلت من التعاليم الدينيّة الصحيحة وليتها اكتفت بذلك بل اخذت تحارب