آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ) (١) فأِياك والتقصير في حفظ هذه الوديعة والتهاون في رعايتها ، فابذل جهدك في تربيتها والعناية بها والرعاية لها ، ما امكنك وما عليك بعد ذلك من عتاب ولا ملامة.
فاذا انحرف الولد عن تعاليم الاِسلام عقيدة واخلاقاً فسد وافسد ، وضلّ واضلّ ، واصبح وبالاً على المجتمع الاِنساني ، بل وحتى على الحيوانات أيضاً كما هو المشاهد بالعيان. فايّاك ايّها الأب والتسامح في تربية وُلدِك فانت المسؤولعنهم والمؤاخذ على التقصير في شأن تربيتهم ، فابذل كلّ جهدك في الحفاظ على دينهم واخلاقهم فاخترلابنك مدرسة دينيّة صالحة يذهب اليها ، واستاذاً مؤمناً صالحاً يدرّسه ، وكتباً اسلاميّة يطالعها ، ورفقة صلحاء يصحبهم ، ليصبح وهو احد ابناء الأمة ، وعضو من اعضاء المجتمع ، يسعد به الشعب ، وتأمن به البلاد ، وتطمح اليه النفوس ، ويرتفع به لواء الدين ، وتزدهر به الأيام ، وتتحدّث بمكارمه الأجيال.
امّا اذا ما أهملته فلم تختر له مدرسة اسّس بناؤها على التقوى ، ولا معلّماً صالحاً يلقّنه الدين ، ويشرح له محاسنه ، ولا كتباً اسلاميّة واخلاقيّة يدرسها ، ولا رفقة صلحاء يصحبهم ، فانه سيكون على العكس من ذلك فاسداً في المبدأ والعقيدة ، فاسداً في التربية والأخلاق ، بعيداً عن الدين وتعاليمه ، بل عدوّاً له ولرجاله وبغاته ، خليعاً ماجناً ، زنديقاً ، مستهتراً يتطاول على كرامة الناس ونواميسهم يستخفّ بالمقدّسات الاِسلاميّة ، والشعائِر الدينيّة ، والأحكام الشرعيّة ، وبالعلماء والمؤمنين ، يجتريء على الكذب وشهادة الزور ، بل وعلى
__________________
(١) سورة التحريم الآية ٦.