الحاضرة ، فنالوا ما دبّروا ، واحكموا وأبرموا.
قالت الجاسوسة الانگليزية (مس پل) : ان رجال الدين كانوا من اكبر دعاة الثورة في العراق خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها ، وهذامما دعا رجال الحكم (تعني رجال الاستعمار الكافر) الى انشاء المدارس الحيثة لكي يضعّفوا بها الدين في نفوس الجيل الجديد ، ويقتلعوا بذلك جذور الثورة من اساسها (١).
وقال احد المستشرقين الفرنسيين في احدى مؤتمراتهم : اننا اخفقنا (٢) في تنصير شباب المسلمين في المغرب ، فحسبنا زرع بذور الشك في عقيدتهم وافساد قلوبهم نحو القرآن (٣).
وقد حقّقوا هذه الفكرة الخبيثة بانشاء هذه المدارس الرسميّة في بلاد المسلمين.
فالاِسلام وأحكامه ، والقرآن وآياته ، ونبي المسلمين وسيرته وتعاليمه وآثاره كل واحد منها شوكة في عيون هؤلاء المجرمين من أعداء الاسلام وأعداء البشرية الفاضلة ، وحاجز قويم يمنعهم من الوصول الى اهدافهم الشريرة في العالم الاسلامي ومن السيطرة على المسلمين.
وقف غلادستون في المجلس النيابي البريطاني محذّراً رفاقه الاِنكليز من المسلمين والاسلام قائلاً :
ما دام القرآن يتلى ، والقبلة تُحجّ ، ومحمّد يُذكر اسمه على المآذن فانّ
__________________
(١) تمهيد وتقديم كتاب (النص والاِجتهاد) ص ٢٤ طبع النجف عام ١٣٧٥.
(٢) أخفق اذا اخذته سِنة من النُعاس فمال برأسه دون سائِر جسمه ، وخفق خفقة ثم انتبه. اي نعس نعسة.
(٣) مقدمة كتاب (الهدى الى دين المصطفى) الطبعة الثانية بقلم المحامي توفيق الفكيكي البغدادي.