وصيّة لاِخواني المؤمنين ، اعلموا ايّدكم الله بروح منه انّ قرائةالفلسفة ، ومطالعة كتب الحكمة والكلام ضرره اكثر من نفعه ، وفيه من تشكيك قلوب الضعفاء وزلزال اعتقادهم مالا يدفع ، وكم من عامي لم يلمّ بمعاهد المعقول بعين ولا اثر ، ولم يرض نفسهبالمطالب النظريّة والقواعد المنطقيّة ، ولم يختلف الى معلّم يرشده ، ولا الى استاذ يسدّد ما ثبت في اعتقاده من الجبال الراسية ، ولا يكاد يخالجه وهلة الشكّ ، ولا سرعة الريب ، فهو في غاية الاِطمئنان والجزم مستريحاً الى أحكام الفِطرة الاِلهيّة التي فطر الله الناس عليها ، وهي معرفة الصانع وتوحيده ، واثبات كلّ كمال مطلق ، وتنزيهه عن النقائِض على الوجه المطلق الاِجمالي ، فان الحقّ عن بديهة العقل يشهد بذلك كما حرّرته في رسالة (ضوء النهار) واليه المشار في قوله صلى الله عليه وآله وسلم كلّ مولود يولد على الفطرة ، وانّما ابواه هما الذين يهوّدانه (وينصّرانه) (١) ويمجّسانه (٢).
__________________
جميع الفنون. راجع ترجمته في كتاب (انوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين) للعلّامة الشيخ علي البلادي البحراني رحمه الله.
(١) كذا في عدّة الداعي.
(٢) جليس الحاضر وانيس المسافر. الرضوي : وممّا شاهدته مؤيداً لهذا الحديث من بعض امهات زماننا هذا الفاسد من اللآلئ ينتحلن الاِسلام ويدّعين مع ذلك الثقافة يمهّدن السبيل لأولادهنّ وبناتهن الى معاصي الله تعالى ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : ولي لأبناء آخر الزمان من آبائِهم. فقيل : يا رسول الله من أبائِهم المشركين؟ فقال : لا ، بل من آبائِهم المؤمنين.
شاهدت امرأة تهيّئ لولدها وسائل حلق لحيته ، علما بأن بعض علمائِنا قدس سره عدّ حرمة حلق اللحية من ضروريّات مذهبنا ومنكرها خارج عن المذهب الشيعي الاِمامي ، وفي حرمتها الّفتْ عدّة رسائل وهي اليوم بأيدينا.
واخرى تأمر ابنتها بلبس ملابس تتنافى مع العفّة والشرف ، كلبس الثياب التي تعلو الركبة على غرار ملابس المستهترات من نساء وفتيات هذا العصر الفاسد ، القذرات وتحذّرها عن معصيتها ، هذا مع كراهة البنت ذلك اللباس ، ولمّا بلغني ذلك عنها وجّهت اليها اللوم والعتاب ، وبيّنت لها انّ هذا الزيّ