قال العلّامة المحقّق السيد نعمة الله الجزائري قدس سره (١) : قد سبرنا هذا الخبر وجرّبنا مضمونه فرأيناه كما قال عليه السلام (٢).
وحكي عن بعض الصالحين قال : كنت رجلا دهقانا (٣) فاجتمع عليّ اشتغال ليلة من الليالي ، كنت احتاج ان اسقي زرعاً ، وكنت حملت حنطة الى الطاحون فوثب حماري وضلّ ، فقلت ان اشتغلت بطلب الحمار فاتني سقي الزرع ، واِن اشتغلت بالسَقي ضاع الطَحْن والحِمار وكان ذلك ليلة الجمعة (٤) وبين قريتي والجامع مسافة بعيدة ، فقلت اترك هذه الأمور كلها وأمضي الى صلوة الجمعة ، فمضيت وصلّيت ، فلما انصرفت ومررت بالزرع فاذا هو قد سُقي ، فقلت مَن سقاه؟ فقيل انّ جارك اراد أن يسقي زرعه فغلبته عيناه وانبثق السكر (٥) فدخل الماء زرعك ، فلما وافيت باب الدار اذا انا بالحمار على المَعلَف فقلت : من ردّ هذا الحمار؟ فقالوا صال عليه الذِئب فالتجأ الى البيت ، فلمّا دخلت الدار اذا انا بالدقيق موضوع هناك ، فقلت كيف سبب هذا؟ فقالوا انّ الطحّان طحن هذا بالغلط ، فلما علم انه لك ردّه الى منزلك. فقلت : ما أصدق ما قيل : من كان لله كان الله له ، ومن اصلح لله امره اصلح الله اموره (٦).
__________________
(١) تقدمت ترجمته ص ٥٩.
(٢) الأنوار النعمانيّة.
(٣) : رئيس القرية ومقدّم اصحاب الزراعة (مجمع البحرين).
(٤) كذا في الأصل ، الظاهر انه كان ذلك يوم الجمعة لأن صلوة الجمعة نهاريّة لا ليليّة ، الّا ان تكون المسافة بعيدة بحيث يحتاج قطعها الى السفر طول الليل واذا كان الحال ذلك فقد وضعت عنه الجمعة ، وليس عليه حضورها ، ولعلّه انّما قصدها من الليل وسافر لأجلها رغبة منه فيها. روى الصدوق طاب ثراه في أماليه عن الباقر عليه السلام قال ايّما مسافر صلّى الجمعة رغبة فيها وحبّاً لها اعطاه الله عزّ وجلّ اجر مأة جمعة للمقيم (مفتاح الشرايع).
(٥) السكر : السدّ في النهر.
(٦) الأنوار النعمانيّة.