قصتان نذكرهما تأييداً لِكلامه رحمه الله.
١ ـ نقل عن الشيخ مهدي الزيجاوي رحمه الله (١) قال : كنت في مسجد الكوفة فوجدت العبد الصالح الحاج عبد الله الواعظ خرج الى النجف بعد نصف الليل ليصل اليه اول النهار ، فخرجت معه لأجل ذلك ايضاً فلما انتهينا الى قريب من البئر التي في نصف الطريق لاح لي اسد على قارعة الطريق (٢) ، والبريّة خالية من الناس ، ليس فيها الّا انا وهذا الرجل فوقفت عن المشي ، فقال : ما بالك؟ فقلت هذا الأسد فقال : امش ولا تبال به ، فقلت : كيف يكون ذلك؟ فأصرّ عليّ فأبيت ، فقال لي فاذا رأيتني وصلت اليه ووقفت بحذائِه ولم يضرّني افتجوز الطريق وتمشي؟ فقلت نعم ، فتقدّمني الى الأسد حتى وضع يده على ناصيته ، فلما رأيت ذلك اسرعت في مشيتي حتى جزتهما وانا مرعوب ، ثمّ لحق بي وبقي الأسد في مكانه (٣).
٢ ـ حدّث العلامة النوري نوّر الله قبره (٤) عن بعض العلماء الصلحاء ان العلّامة الشيخ مهدي ملّه كتاب رحمه الله كان معتكفاً في المسجد الأعظم في الكوفة ، فزار الشيخ رحمه الله ذلك الرجل الصالح ، وكان معه الى ان رجعا الى النجف ، فصادفهما اسد باسط ذراعيه في الطريق فخاف الرجل ، فقال الشيخ ما هو ممّا يخاف منه ولا
__________________
(١) قال السيد في التكملة : هو عالم فاضل فقيه كامل ، من المدرّسين من افاضل العرب ، له تبرز في الفضل من تلامذة العلامة الانصاري ، وقبله كان من تلامذة الشيخ صاحب الجواهر ، وله مصنفات. نقل ذلك عنه الاستاذ الشيخ جعفر محبوبة النجفي رحمه الله في ماضي النجف وحاضرها ج ٢ ، واضاف : روى عنه العلامة السيد محمد الهندي النجفي رحمه الله بعض كرامات وقعت ببركة الاِمام الحجة عجل الله تعالى فرجه في طريق مسجد الكوفة رواها العلامة النوري في كتابه (جنّة المأوى).
(٢) : اعلاه ومعطمه.
(٣) دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام.
(٤) تقدمت ترجمته ص ٤٠.