الفقر ، ويزيد في العمر.
قال الأستاذ الكبير الشيخ محمد الخليلي الطبيب النجفي رحمه الله (١) معلّقاً على هذا الحديث :وقد اثبت الطبّ وحكمت التجارب العلميّة والعمليّة الكثيرة انّ عدم غسلهما يوجب الأمراض المختلفة التي قد ينتهي بعضها بالموت ، او الفقر المحتَّم ، لأن اليد الملويّة بمكروبات الأمراض بواسطة لمس الأجسام الخارجيّة اذا ما لمَسنا الطعام ولم نغسلها ثم اكلناه ملوّثاً اِنتقل الميكروب الى الفم ، ومنه الى المِعدة ، ومن المعدة الى الكبِد والقلب ثم ساير انحاء البدن.
ومِن البديهي ان الميكروب يَفتِك اينما وجد مجالاً للفتك ، او محلّاً مستعدّاً لقبول نموّه وتفريخه ، وبالأخير الفتك به والاِضرار بجميع البدن ، فاذا مرذ الاِنسان بسبب هذا الميكروب المنتقل الى البدن بواسطة اليد الملوّثة لا شكّ انه يخسر ماله بالمداواة ، وعمره باستفحال ذلك المرض ، أمّا اذا التزم بغسل اليدين ولم يجعل مجالاً لدخول الميكروب الى جسمه اكتسب الصحّة ، ولم يخسر ماله فينفى عنه الفقر ، ولا عمره فيطول ، وهذا هو المقصود من قول الاِمام عليه السلام انه ينفي
__________________
(١) من اسرة عريقة في العلم والأدب ، كان رحمه الله فاضلاً اديباً ، وشاعراً مجيداً ، وطبيباً خبيراً ، يؤمه المرضى للاِستفادة من علمه وخبرته في الطبّ ، وله اشعار في مختلف الشئون ، وكلمات نشرت في مختلف المناسبات ، ومؤلفات مفيدة تدل على فضله وأدبه واطلاعه منها : (معجم أدباء الأطباء) و (من أمالي الاِمام الصادق عليه السلام) اربعة اجزاء ، وهو شرح لما أملاه الامام الصادق عليه السلام على تلميذه المفضل بن عمر الجُعْفي طبعت في النجف في مطبعة النعمان عام ١٣٨٣ ، ومنها (طب الاِمام الصادق عليه السلام) طبع في النجف عام ١٣٧٤ في نطبعة النجف قال فيه السيد الوالد قدسسره : طب الاِمام الصادق ، مبيّن الحقايق ، جمع الطبيب الحاذق ، محمد بن الصادق. ومنها : (المغريات العشر) او العادات الفتاكة طبع في بيروت ، وله غيرها من المؤلفات الممتعة ذكرها الاستاذ الشيخ جعفر محبوبة النجفي في ترجمته في (ماضي النجف وحاضرها) ج ٢ ، كان جده لأبيه المرحوم مرزه باقر الخليلي جدّاً لوالدتي لأمها ، تغمدهم الله جميعاً برحمته.