السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)) قال عليه السلام : فانك اذا فعلت ذلك على ما حدّ لك سكن الورم.
نقل العلّامة النوري طاب ثراه (٢) عن بعض الأعلام انه قال : اصبحنا يوما وقد حدث في الشفة العليا من بعض الأولاد ورم عظيم لم ندر سببه ، فاشتدّ به الوجع ، فلجأنا الى تلك الآيات فشفي بعد القرائة وسكن الألم والورم من غير تراخ ومهلة والحمد لله (٣).
وحكى رحمه الله عن بعض الأعلام ايضاً انه راى في المنام كأن رجلا بيده حيّة سوداء يشير بها اليه ، فقال له لا تمازح ، فلم يلتفت ، والقاها عليه ، فلدغت ذراعه ، فاحسّ منه ألَماً ، وأحدث فيه ورَماً ، وزاد في كل آن ، واشتد به الوجع الى ان عظم الورم ، وضاق الذرع من الألم ، فانتبه من نومه مذعوراً من شدته ، فما مضى من الزمان قليل ولا كثير الّا وجد في ال موضع المذكور في اليقظة وجع وورم من غير سبب وشرع في الزيادة كما رأى في المنام الى ان بلغ الغاية من دائِه وتحيَّر في تشخيصه ومعرفة دواءه ، فتذكر حينئذ انّ في القرآن الذي كان يقرأ فيه والده المعظم ذكر خواص بعض الآيات في حواشيه ففتحه فاذا في آخر سورة الحشر : انّ من قرأ قوله تعالى (لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ) الى آخره على ورم او وجع ثلاث مرات عوفي صاحبه باذنه تعالى ، فقرأه عليه فبرأ من ساعته.
قال : وهذا النوم وتعبيره من الأسرار المكنونة الّتي ينبغي التدبّر فيها (٤).
__________________
(١) طب الأئِمة.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٤٠.
(٣) دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام.
(٤) دار السلام.