عشرة أجزاء ، فتسعة منها في القبط وواحد في سائر الناس ، وجعل الجفاء عشرة أجزاء ، فتسعة منها في البربر وواحد في سائر الناس ، وجعل النّجابة عشرة أجزاء ، فتسعة منها في الرّوم وواحد في سائر الناس ، وجعل الصناعة عشرة أجزاء ؛ فتسعة منها في الصين وواحد في سائر الناس ، وجعل الشّهوة عشرة أجزاء ، فتسعة منها في النّساء وواحد في سائر الناس ، وجعل العمل عشرة أجزاء فتسعة منها في الأنبياء وواحد في سائر الناس ، وجعل الحسد عشرة أجزاء ، فتسعة منها في اليهود وواحد في سائر النّاس.
ويحكى أنّ الحجّاج سأل ابن القرّية عن طبائع أهل الأرض ، فقال : أهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة وأعجزهم عنها ؛ رجالها حفاة ، ونسائها عراة ، وأهل اليمن أهل سمع وطاعة ، ولزوم الجماعة ، وأهل عمان عرب استنبطوا ، وأهل البحرين قبط استعربوا ، وأهل اليمامة أهل جفاء ، واختلاف آراء. وأهل فارس أهل بأس شديد وعزّ عتيد ، وأهل العراق أبحث الناس عن صغيرة وأضيعهم لكبيرة. وأهل الجزيرة أشجع فرسان ، وأقتل للأقران. وأهل الشام أطوعهم لمخلوق وأعصاهم لخالق. وأهل مصر عبيد لمن غلب ، أكيس الناس صغارا وأجهلهم كبارا.
وعن ابن القرّية قال : الهند بحر هادر ، وجبلها ياقوت ، وشجرها عود ، وورقها عطر. وكرمان ماؤها وشل (١) ، وثمرها دقل (٢) ، ولصّها بطل. وخراسان ماؤها جامد ، وعدوّها جاهد. وعمان حرّها شديد ، وصيدها عتيد والبحرين كناسة (٣) بين المصرين. والبصرة ماؤها ملح ، وحربها صلح ، مأوى كلّ تاجر ، وطريق كلّ عابر. والكوفة ارتفعت عن حرّ البحرين ، وسفلت عن برد الشام. وواسط جنّة ، بين كماة وكنّة ، والشّام عروس ، بين نساء جلوس ، ومصر هواؤها راكد ، وحرّها متزائد ، تطوّل الأعمار ، وتسوّد الأبشار.
وقال بعضهم : يقال في خصائص البلاد في الجواهر : فيروز نيسابور ، وياقوت سرنديب (٤) ، ولؤلؤ عمان ، وزبرجد مصر ، وعقيق اليمن ، وجزع ظفار ، وكاري بلخ ، ومرجان إفريقية.
وفي ذوات السّموم : أفاعي سجستان ، وحيّات أصبهان ، وثعابين مصر ، وعقارب شهر زور ، وجرّارات (٥) الأهواز ، وبراغيث أرمينية ، وفار أردنّ ، ونمل ميّافارقين (٦) ،
__________________
(١) الماء الوشل : الماء القليل.
(٢) الثمر الدقل : الثمر الضعيف الرديء.
(٣) الكناسة : موضع الزبالة.
(٤) في معجم البلدان : سرنديب : جزيرة عظيمة في بحر هركند بأقصى بلاد الهند.
(٥) الجرارة : ـ عقرب صفراء تجرّ ذيلها.
(٦) في معجم البلدان : ميافارقين : وهي أشهر مدن ديار بكر.