في الورد الأزرق من وصف بستان لبعضهم :
وبه وارد من الورد قد أي |
|
نع في رقّة الهواء اللطيف |
شبّهوه بدمعة العاشق الآ |
|
لف نالته جفوة من أليف |
فهو يحكيه زرقة ومثال ال |
|
قرص لونا في خدّ ظبي تريف (١) |
ورق أزرق كزرق يواقي |
|
ت تطلّعن من لجين مشوف (٢) |
في الورد الأبيض للسريّ الرّفاء :
وروض كساه الغيث إذ جاد دمعه |
|
مجاسد وشي من بهار ومنثور |
بدا أبيض الورد الجنيّ كأنّما |
|
تنسّم للناشىء بمسك وكافور |
كأنّ اصفرارا منه تحت ابيضاضه |
|
برادة تبر في مداهن بلّور |
في الورد الأسود لأبي أحمد الطراريّ :
لله أسود ورد ظلّ يلحظنا |
|
من الرّياض بأحداق اليعافير (٣) |
كأنّها وجنات الزنج نقّطها |
|
كفّ الإمام بأنصاف الدنانير |
آخر :
وورد أسود خلناه لمّا |
|
تنشّق نشره ملك الزمان |
مداهن عنبر غضّ وفيها |
|
بقايا من سحيق الزعفران |
عليّ بن الروميّ (٤) يهجو الورد :
يا مادح الورد لا ينفكّ من غلطه |
|
ألست تنظره في كفّ ملتقطه؟ |
كأنّه سرم (٥) بغل حين يبرزه |
|
عند البراز ، وباقي الرّوث في وسطه |
قال ابن المعتزّ يردّ عليه :
يا هاجي الورد لا حيّيت من رجل |
|
غلطت ، والمرء قد يؤتى على غلطه |
هل تنبت الأرض شيئا من أزاهرها |
|
إذا تحلّت يحاكي الوشي من نمطه |
__________________
(١) التريف : المترف.
(٢) المشوف : المجلوّ.
(٣) اليعافير : الظباء التي تكون بلون التراب.
(٤) في شذرات الذهب : ٢ / ١٨٨ : هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي الشاعر ، مات مسموما من قبل وزير المعتضد ، توفي سنة ٢٨٣ ه أو ٢٨٤ ه وقيل : ٢٧٦ ه.
(٥) السرم : طرف المعي المستقيم والدبر ، والعامة تقولها : الصرم.