وأخرج أبو يعلى في مسنده وابن السّنّي عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أكرموا عمّتكم النخلة ، فإنّها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ، وليس من الشجر شيء يلقح غيرها».
قال في مباهج الفكر : ويقال إنّ ممّا أكرم الله به الإسلام النخل ، وأنه قدّر جميع نخل الدنيا لأهل الإسلام فغلبوا على كلّ موضع هو فيه.
وقال الدينوريّ في المجالسة : حدّثنا محمد بن عبد العزيز ، حدّثنا أبي ، عن محمد بن يزيد بن مطير ، قال : قال محمد بن إسحاق ، كلّ نخلة على وجه الأرض فمنقولة من الحجاز ، نقلها النّماردة إلى المشرق ، ونقلها الكنعانيون إلى الشام ، ونقلها الفراعنة إلى باب أليون (١) وأعمالها ، وحملها التّبابعة في مسيرهم إلى اليمن وعمان والشّحر وغيرها.
الحداد :
روض كمخضرّ العذار وجدول |
|
نقشت عليه يد النسيم مواردا |
والنّخل كالهيف الحسان تزيّنت |
|
فلبسن من أثمارهنّ قلائدا |
في الطّلع
كأنّما الطّلع يحكي |
|
لناظري حين أقبل |
سلاسلا من لجين |
|
يضمّها حقّ صندل |
في الجمّار
أهدى لنا جمّارة |
|
من لست أخشى من عذابه |
فكأنّما هي جسمه |
|
لمّا تجرّد من ثيابه |
في البلخ الأخضر
أما ترى النخل نثّرت بلحا |
|
جاء بشيرا بدولة الرّطب |
كأنّه والعيون تنظره |
|
مقمّعات الرءوس بالذهب |
مكاحل من زبرجد خرطت |
|
مقمّعات الرءوس بالذهب |
__________________
(١) في معجم البلدان : باب أليون : بابليون : هو اسم لموضع الفسطاط خاصة. وكانت مقر ولاية الشرقية بمصر. [النجوم الزاهرة : ١ / ١٢].