وغدا الشرق يحسد الغرب للقو |
|
م ومصر تزهو على بغداذ |
ما حووها إلّا بعزم وحزم |
|
وصليل الفؤاد في الفولاذ |
لا كفرعون والعزيز ومن كا |
|
ن بها كالخصيب والأستاذ |
قال أبو شامة : يعني بالأستاذ كافور الإخشيديّ.
قال : وقد أفردت كتابا سمّيته : «كشف ما كان عليه بنو عبيد ، من الكفر والكذب والمكر والكيد». وكذا صنّف العلماء في الردّ عليهم كتبا كثيرة من أجلّها كتاب القاضي أبي بكر الباقلّانيّ الّذي سمّاه «كشف الأسرار وهتك الأستار».
صلاح الدين في مصر
ولما استقلّ السلطان صلاح الدين بأرض مصر ، أسقط عن أهلها المكوس والضرائب ، وقرأ المنشور بذلك على رؤوس الأشهاد يوم الجمعة بعد الصلاة ثالث صفر سنة سبع وستّمائة (١). واستولى على القصر وخزائنه وفيها من الأموال ما لا يحصى ؛ من ذلك سبعمائة يتيمة من الجوهر ، وقضيب زمرّد طوله أكثر من شبر (٢) وسمكه نحو الإبهام ، وعقد من ياقوت ، وإبريق عظيم من الحجر المائع إلى غير ذلك من التّحف ، ووجد خزانة كتب ليس في الإسلام لها نظير ، تشتمل على نحو ألفي ألف مجلّد منها بالخطوط المنسوبة مائة ألف مجلّد ، فأعطاها القاضي الفاضل. وأخذ السّلطان صلاح الدين في نصر السنّة وإشاعة الحقّ ، وإهانة المبتدعة والانتقام من الروافض ، وكانوا بمصر كثيرين.
صلاح الدين والفرنج
ثمّ تجرّدت همّته إلى الفرنج وغزوهم ؛ فكان من أمره معهم ما ضاقت به التواريخ ، واستردّ منهم ما كانوا استولوا عليه من بلاد الإسلام بالشام. من ذلك القدس الشريف ، فتحه ، بعد أن كان في يد الفرنج ... وأجلى ما بين الشام ومصر من الفرنج. ثمّ افتتح الحجاز واليمن من يد متغلّبيها وتسلّم دمشق بعد موت نور الدين ، فصار سلطان مصر والشام واليمن والحجاز.
قال ابن السبكي في الطبقات الكبرى : له من الفتوحات التي خلّصها من أيدي الفرنج قلعة أيلة ، طبريّة ، عكّا ، القدس ، الخليل ، الكرك ، الشّوبك ، نابلس ، عسقلان
__________________
(١) لعلّ الصواب : سبع وستين وخمسمائة. [الكامل لابن الأثير : ٩ / ١١١ ـ ١١٢].
(٢) في الكامل لابن الأثير : ٩ / ١١٢ : طوله أربع أصابع في عرض عقد كبير.