١٥ ـ عبيد الله بن زياد :
وكنيته : أبو حفص (١).
ولّاه معاوية بن أبي سفيان إمارة البصرة سنة (٥٥) للهجرة ، وكان عمره (٢٢) سنة. وكان عبيد الله ، غلاما ، سفيها ، جبانا ، سفاكا للدماء ، وبقي أميرا على البصرة حتّى مات معاوية (٢).
ولما سمع يزيد بن معاوية بأن الحسين بن عليّ عليهالسلام قد أرسل ابن عمّه مسلم (٣) بن عقيل إلى الكوفة ، أمر عبيد الله بن زياد ، بالتوجّه (حالا) إلى الكوفة لمعالجة الموقف (٤). فذهب ابن زياد إلى الكوفة سنة (٦٠) للهجرة ، وقد جمعت له ولاية (المصرين) (٥). فتمكن عبيد الله من إلقاء القبض على مسلم بن عقيل (بعد أن تفرّق عنه أصحابه ، ولم يبق معه أحد) (٦). وجيء بمسلم بن عقيل إلى قصر الإمارة وأصعدوه إلى أعلى القصر ، فقطعوا رأسه ، ورموه إلى الناس ، ثمّ أتبعوه بجسده ، ثمّ بعث عبيد الله برأس مسلم إلى الشام ، وصلب جسده بالكوفة. فكان مسلم بن عقيل : أوّل قتيل صلبت جثته من بني هاشم ، وأوّل رأس حمل من رؤوسهم إلى الشام (٧).
__________________
(١) الذهبي ـ سيرة أعلام النبلاء ج ٣ / ٥٤٥ وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق ج ١٥ / ٣١٢.
(٢) تاريخ الطبري ج ٥ / ٢٩٩ والذهبي ـ سير أعلام النبلاء ج ٣ / ٥٤٥ وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق ج ١٥ / ٣١٤.
(٣) مسلم بن عقيل بن أبي طالب من ذوي الرأي والعلم والشجاعة كان يقيم في مكّة ، ولمّا كتب أهل الكوفة إلى الإمام الحسين عليهالسلام يدعوه للمجيء اليهم ومبايعتهم إيّاه أرسله الحسين عليهالسلام إلى الكوفة ليتعرّف على احوالها ، فقتل ، وله مزار كبير بجانب مسجد الكوفة.
(٤) تاريخ الطبري ج ٥ / ٣٤٨.
(٥) العسكري ـ الأوائل ص ٢٩٩.
(٦) قيل إنّ عدد الّذين بايعوا مسلم بن عقيل من اهل الكوفة قد بلغ ثمانية عشر ألف رجل.
(٧) المسعودي ـ مروج الذهب ج ٣ / ٦٠.