عن سريره وهو يتململ وحوله الأطباء (١) ، وعند ما أصبح الصباح ، وإذا بالناعية تنعاه. ووقف الفرزدق على قبره يرثيه ، فما بقي أحد إلا وبكى وحزن عليه ، وحزن عليه أخوه عبد الملك حزنا عظيما ، وطلب من الشعراء أن يرثوه ، فقال الفرزدق : (٢)
أعينيّ إلّا تسعداني ألمكما |
|
فما بعد بشر من عزاء ولا صبر |
ألم تر أن الأرض دكت جبالها |
|
وأنّ نجوم اللّيل بعدك لا تسري |
فإن لا تكن هند بكته فقد بكت |
|
عليه الثريا في كواكبها الزهر |
مات بشر بن مروان في البصرة سنة (٧٣) (٣) للهجرة وقيل (٧٤) (٤) وقيل (٧٥) (٥) وهو أوّل أمير مات بالبصرة.
٢٨ ـ عمرو بن حريث : (٦)
استخلفه بشر بن مروان على إمارة الكوفة سنة (٧٣) للهجرة ، وهذه رابع مرة يستخلف فيها عمرو بن حريث.
٢٩ ـ الحجّاج بن يوسف الثقفيّ :
هو : الحجّاج (٧) بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عامر بن
__________________
(١) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٤ / ١٤٦.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) المنتظم ـ ابن الجوزي. ج ٦ / ١٣٢. وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٥ / ٢١٦.
(٤) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٣٦٦.
(٥) تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ٢٤٩ وابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٥ / ٢١٦. وعبد القادر عمر البغدادي ـ خزانة الادب ج ٩ / ٤١٣ وابن العماد ـ الشذرات ج ١ / ٨٣.
(٦) وقد كتبنا ترجمته في ج ١ / ٦٣ فى هذا الكتاب.
(٧) الحجّاج : وأسمه كليب ، وفي ذلك قال القائل :