يسكنون البيوت العربية (١).
وكان صدقة بن منصور شجاعا ، حازما ، طموحا إلى التغلّب والسيادة ، موصوفا بمكارم الأخلاق (٢).
وفي أيّامه كانت الفتن بين أبناء (ملكشاه) السلجوقي ، فذهب صدقه إلى الكوفة فاحتلّها ، ثمّ استولى على هيت ، وواسط ثمّ البصرة وخضع له ملك بادية العراق (٣).
وكان صدقه من أنصار السلطان محمّد بن ملكشاه ضدّ أخيه بركبارق أو (بركيارق) بن ملكشاه ، ولمّا مات بركيارق استبد أخوه السلطان محمّد بسياسته ، فأقطع مدينة واسط إلى صدقة بن منصور ، وسمح له بأخذ البصرة فاحتلّها سنة (٤٩٩) (٤) للهجرة ، وبقي فيها ستة عشر يوما وبعد أن أمن أهلها ، وهدأت الأحوال ، عاد صدقة إلى الحلّة في منتصف هذه السنة ، واستخلف عليها (اليونشاش) (٥) وترك معه مائة وعشرين فارسا.
ثمّ اجتمعت قبيلة ربيعة والمتقن ، فهجموا على البصرة ، فاحتلوها ، وأسّروا (اليونشاش) وظلّوا فيها شهرا ، ينهبون ويخرّبون ، ولمّا سمع صدقه بذلك ، أرسل جيشا إلى البصرة ، فوصلها بعد أن خرج الغزاة منها (٦).
وكانت في سنة (٤٧٧) للهجرة قد وقعت حرب بين مسلم بن قريش العقيلي وبين فخر الدين بن جهير ، انهزم مسلم ووصل إلى (آمد) عندها استولى فخر الدين على أموال مسلم وأموال العرب ، وأسر الكثير من
__________________
(١) البيوت العربية : المضارب والخيام.
(٢) ابن الأثير ـ الكامل. ج ١٠ / ٣٥١ والزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٢٩٠.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ١٠ / ٣٥١ والزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٢٩٠.
(٤) تاريخ ابن خلدون. ج ٤ / ٢٨٢.
(٥) اليونشاش : أحد مماليك (دبيس) جدّ صدقة.
(٦) تاريخ ابن خلدون. ج ٤ / ٢٨٢.