شبيب بإيقاف القتال ، وهرب من الكوفة ليلا. (١)
٣٥ ـ المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الثقفيّ :
وكنيته : أبو عبد الله ، ويلقب بأبي صفيّة. (٢)
بعد انتهاء الحجّاج بن يوسف الثقفيّ من حروبه مع شبيب الخارجيّ وقتله في أواخر سنة (٧٧) للهجرة ، عاد الحجّاج إلى البصرة ، فاستخلف على الكوفة المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل في أوائل سنة (٧٨) للهجرة ، وقيل إنّ الحجّاج استخلف على الكوفة في هذه السنة عبد الرحمن الخصرميّ ، ثمّ عزله وجعل مكانه المغيرة بن عبد الله. (٣) وفي سنة (٨٦) للهجرة ، كان المغيرة بن عبد الله على صلاة الكوفة وعلى الحرب بها كان زياد بن جرير بن عبد الله البجليّ. (٤)
كما أنّ يوسف بن عمر (أمير الكوفة) قد استخلف المغيرة بن عبد الله على إمارة الكوفة سنة (١٢٦) للهجرة ، غير أنّ المغيرة لم يبق في إمارته تلك سوى أسبوعا واحدا ، حيث هرب يوسف بن عمر من الكوفة عند سماعه بمقتل الخليفة الوليد بن يزيد. (٥)
وممّا يحكى عن المغيرة بن عبد الله ، أنه كان شديد البخل ، فمن بخله أنه إذا جيء إليه بالطعام وعليه (الجدي) (٦) فلا يمسّه هو ولا أيّ أحد ممن حضر مائدته. وذات يوم ، حضر مائدته أعرابيّ فمدّ يده وأخذ يسرع
__________________
(١) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٤ / ١٤٩.
(٢) ابن حجر العسقلاني ـ نزهة الألباب. ص ٢٢٦.
(٣) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٣١٩. وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٦ / ١٩٩. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٤٤٨.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٤٢٦. وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٦ / ٢٧٣.
(٥) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٣٥٨.
(٦) الجدي : الخروف.