٥١ ـ هارون بن محمّد :
وهو : هارون بن محمّد بن أبي خالد الهندوان ، أرسله أبوه (محمّد) إلى (النيّل) (١) وكان فيها آنذاك سعيد بن الساجور الكوفي ، فانهزم ابن الساجور إلى الكوفة ، فتبعه هارون ودخل الكوفة واستولى عليها ، كان ذلك سنة (٢٠١) (٢) للهجرة.
ثمّ رجع هارون إلى أبيه في (دير العاقول) لينظم إلى جيش عيسى بن يزيد الجلودي ومحمّد بن جعفر ، ليذهبوا سوية إلى واسط لمحاربة الحسن بن سهل ، فحصلت هناك معركة بين الطرفين أسفرت عن هزيمة ابن أبي خالد شرّ هزيمة ، وقد أصيب بجراحات كثيرة ، مات على أثر تلك الجراحات.
فقال الشاعر أبو الشداخ يرثي محمّد بن أبي خالد (٣) :
هوى خيل الأبناء بعد محمّد |
|
وأصبح منها كاهل العزّ أخصما |
فلا تشمتوا يا آل سهل بموته |
|
فإنّ لكم يوما من الدهر مصرعا |
ثمّ عاد هارون إلى (النيّل) بعد هزيمته في واسط ، فتبعه حميد بن عبد الحميد الطوسي وأصحابه إلى (النيّل) فنهبوها.
وقيل إنّ إبراهيم بن المهدي قد ضرب عيسى بن محمّد بن أبي خالد ، ثمّ حبسه ، وسبب ذلك أن عيسى كان يكاتب (سرا) حميد بن عبد الحميد والحسن بن سهل ، وقيل إنّ الّذي أخبر إبراهيم بن المهدي هو أخوه هارون (٤).
__________________
(١) النيّل : قرية في سواد الكوفة قرب الحلة.
(٢) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٥٤٧ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٣٢٢.
(٣) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٥٥٠.
(٤) المصدر السابق. ج ٨ / ٥٦٩.