وفي سنة (٢١٤) للهجرة ، ثار بلال الضبابي الشاري ، فأرسل المأمون إليه أبنه (العبّاس) وبعض القادة كان منهم هارون بن محمّد بن أبي خالد ، فقتل بلالا ، قتله هارون (١).
٥٢ ـ سعيد بن الساجور وأبو البط :
وسعيد بن الساجور الكوفي ، وأبو البطّ : هما قائدان في جيش حميد بن عبد الحميد الطوسي التابع للحسن بن سهل (وزير المأمون في العراق) وكانا مقيمين مع حميد في قصر ابن هبيرة ، وكانا يراسلان إبراهيم (٢) بن المهدي (سرا) ليأخذا له قصر ابن هبيرة ، وكانا في نفس الوقت يراسلان الحسن بن سهل ، ويخبرانه : بأن حميد يراسل إبراهيم بن المهدي (سرا) ، فكتب الحسن بن سهل إلى حميد يستدعيه ، ولكنه لم يذهب إليه ، خوفا من أن يستولي سعيد بن الساجور وجماعته على معسكره ، ولكن بعد إلحاح من الحسن بن سهل ذهب حميد إليه (٣).
وعندها كتب سعيد بن الساجور وأبو البطّ إلى إبراهيم بن المهدي ، يطلبان منه أن يرسل اليهما (عيسى بن محمّد بن أبي خالد) ليسلّماه قصر ابن هبيرة ، ولمّا وصل عيسى إلى هناك انهزم أصحاب حميد ، فهجم سعيد بن الساجور وأبو البطّ والفضل بن محمّد بن الصباح الكندي على معسكر حميد ، فنهبوا جميع ما فيه وذلك سنة (٢٠١) (٤) للهجرة.
فلما سمع الحسن بن سهل بذلك ، وحميد بن عبد الحميد عنده ، قال له
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٦٢٢.
(٢) إبراهيم بن المهدي : بايعه أهل بغداد خليفة لهم ، وخلعوا المأمون.
(٣) وكان الحسن بن سهل في واسط حينذاك.
(٤) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٣٤٢.