الباب المعروف (باب كنده) فصدوهم أهل الكوفة بمساعدة جماعة من أصحاب السلطان (١) فقتلوا منهم جماعة ، ثمّ أخرجوهم عن المدينة.
ثمّ خرج إسحاق بن عمران ، ومعه جماعة من الجند لمحاربة القرامطة خارج سور المدينة ، وأمر أهل الكوفة بالحراسة ليلا لئلا يجد القرامطة ثغرا فيدخلون منه إلى الكوفة ، واستمرت المعارك مع القرامطة إلى العصر ، بعدها انهزم القرامطة إلى القادسيّة (٢).
ثمّ إنّ أهل الكوفة ، أصلحوا سورهم وخندقهم (٣) ، مما أصابهما من ضرر ، وأخذوا مع أصحاب السلطان يحرسون مدينتهم ليل نهار (٤).
ثمّ كتب إسحاق بن عمران إلى الخليفة ، يطلب منه العون والنجدة ، فأرسل إليه جماعة من قادته منهم : (طاهر بن عليّ بن وزير) و (وصيف بن صوار تكين) التركي و (الفضل بن موسى بن بغا) و (بشر الخادم الأخشيني) و (جني الصفواني). فسار هؤلاء جميعا بجيوشهم (وكل قائد يرأس جماعته) حتّى وصلوا إلى الكوفة ، فطلبوا من إسحاق بن عمران البقاء في الكوفة لضبطها ، وساروا هم إلى القادسيّة ، فدارت معركة عنيفة بين القرامطة ، وجيوش السلطان ، انهزمت على أثرها جيوش السلطان شر هزيمة ، وقتل الكثير منهم ، ولم ينج منهم إلّا الجرحى الذين طرحوا أنفسهم
__________________
(١) السلطان : هو لقب للأمراء الّذين سيطروا على الدولة العباسيّة يمنحه لهم الخليفة ، وكذلك لقب أمير الأمراء ، ولقب الملك والسلطان كالمستبد بالأمر. (القلقشندي. ج ١٠ / ١٥٨).
(٢) الذهبي ـ التاريخ الإسلامي. ج ٢٢ / ١٤.
(٣) الخندق : كان أبو جعفر المنصور ، قد حفر خندقا حول الكوفة ، وقد أعطى لكل عامل خمسة دوانق ، ولمّا كمل حفر الخندق ، أخذ من كلّ واحد منهم أربعين دانقا ، فقال شاعرهم :
يا لقومي ما لقينا |
|
من أمير المؤمنينا |
وزع الخمسة فينا |
|
وجبانا الأربعينا |
(٤) تاريخ الطبري. ج ١٠ / ١٢٥.