٨ ـ والكوفة كما ذكرها الرحّالة ابن جبير (١) : (هي مدينة كبيرة ، عتيقة البناء ، قد استولى الخراب على أكثرها ، فالغامر منها أكثر من العامر ، ومن أسباب خرابها قبيلة خفاجة المجاورة لها ، فهي لا تزال تضرّ بها ، وكفاك تعاقب الليالي والأيّام).
٩ ـ والكوفة كما وصفها الرحّالة ابن بطوطة (٢) : (والكوفة : هي احدى أمّهات المدن العراقيّة ، مثوى الصحابة والتابعين ومنزل العلماء والصالحين وحضرة عليّ بن أبى طالب أمير المؤمنين ، الّا أنّ الخراب قد استولى عليها ، وفسادها من عرب خفاجة المجاورين لها ، فإنّهم يقطعون طريقها ، ولا سور عليها ، وبناؤها بالآجر ، وأسواقها حسان ، وأكثر ما يباع فيها التمر والسمك ، وجامعها الأعظم ، كبير وشريف ... الخ).
(عمال الكوفة) أو (ولاة الكوفة) أو (أمراء الكوفة) كما أسميتهم :
هذه التسميات أو هذه المصطلحات ، أطلقت على الحكّام الّذين حكموا الكوفة وغيرها عبر العصور السالفة.
ولعلّ أقدم هذه التسميات هي (العامل) (٣) والّتي أخذت عن الروم ،
__________________
(١) رحلة ابن جبير ص ١٦٨ ، وقد وصل ابن جبير إلى الكوفة في يوم الجمعة في الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام سنة (٥٨٠) للهجرة.
(٢) رحلة ابن بطوطة ص ٢٣١.
(٣) ذكر الأستاذ مجدلاوي ص ٢١١ ـ الإدارة الإسلامية في عهد عمر بأن لقب العامل أخذ من القرآن الكريم لقوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها ...) الخ وأنا لا أوافقه على ذلك فإنّ لقب (العامل) معروف سابقا عند الرومان ، وقبل نزول القرآن.