مثلك!!) ، ثمّ قال أيضا : (هذا سيّد شباب قريش). وقيل لعبد الملك : (هل كان مصعب يشرب الخمر؟) ، فقال : (لو علم مصعب أنّ الماء يفسد مروءته ما شربه). (١)
ولمّا سمع عبد الله بن الزبير بمقتل أخيه مصعب ، خطب بالناس قائلا : (الحمد لله الّذي يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء ، إنّه لن يذلّ من كان الحقّ معه وإن كان فردا ، ولن يعزّ من كان أولياء الشيطان حزبه ، وإن كان معه الأنام). وقال في خطبته أيضا : (ألا إنّ أهل العراق ، أهل الشقاق والنفاق ، باعوه بأقلّ ثمن كانوا يأخذونه منه ... أما والله ، لا نموت حتف أنوفنا ، كما يموت بنو مروان ، ولكن قعصا بالرماح ، وموتا تحت ضلال السيوف ... الخ). (٢)
وقيل إنّ عبيد الله بن ظبيان ، لما قتل مصعب قال : (٣)
إنّ عبيد الله ما دام سالما |
|
لسار على رغم العدو وغادي |
نحن قتلنا ابن الزبير ورأسه |
|
حززناه برأس النابئ ابن زياد |
٢٤ ـ الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة :
هو : الحارث بن عبد الله (٤) بن أبي ربيعة (٥) بن المغيرة بن عبد الله بن
__________________
(١) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ٤ / ٤١١.
(٢) المصدر السابق. ج ٤ / ٤١٢.
(٣) قال عبد الله بن ظبيان لما قتل مصعب (عن قتلنا ابن الزبير وراسه) النذوات ج ١ / ٧٩ ، يلاحظ المسعودي ج ٣ / ١٠٨.
(٤) عبد الله : وكان اسمه في الجاهلية (بحيرا) فسماه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله ، وكانت قريش تسميه (العدل) وقد ولّاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إمارة (الجند) في اليمن.
(٥) أبي ربيعة : واسمه : حذيفة ، وكان أبو ربيعة يسمى (ذا الرمحين) وذلك لطوله ، وقيل أنه قاتل (يوم عكاظ) برمحين.