لزعمائها وقادة مصعب الأموال (١) والهدايا وعيّن قطن أميرا على الكوفة. (٢) ولكن سرعان ما عزله عبد الملك وعيّن أخاه بشر بن مروان أميرا على الكوفة ثمّ رجع عبد الملك إلى الشام.
٢٧ ـ بشر بن مروان :
هو بشر بن مروان بن الحكم بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. وكنيته : أبو مروان الأموي القرشيّ. (٣) ولّاه أخوه عبد الملك إمارة الكوفة سنة (٧٢) للهجرة وذلك بعد عزل أميرها السابق (قطن بن عبد الله الحارثي) (٤).
وقد خطب عبد الملك بن مروان في أهل الكوفة عند ما ولّى أخاه (بشر) إمارة الكوفة وقال : (... استعملت عليكم بشر بن مروان ، وأمرته بالإحسان إلى أهل الطاعة والشدّة على أهل المعصية فاسمعوا له وأطيعوا) (٥). وقال الشاعر في بشر بن مروان : (٦)
قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق |
وعند ما رجع عبد الملك بن مروان من الكوفة إلى الشام ، أبقى جماعة من أهل الرأي والمشورة (من أهل الشام) مع بشر في الكوفة ، منهم : (روح ابن زنباع الجذاميّ) وكان بشر بن مروان : أديبا ، ظريفا ، يحب الشعر
__________________
(١) إنّما أعطاهم عبد الملك من أموال وهدايا لا تعادل ما كان يعطيهم مصعب بن الزبير.
(٢) لم يتمتع قطن الحارثي (بخيانته) على إمارة الكوفة سوى أربعين يوما ، وهي أشبه ما يكون بعرس الثعالب.
(٣) ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٥ / ٢١٣.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٦ / ١٦٤. والذهبي ـ سيرة أعلام النبلاء. ج ٤ / ١٤٥.
(٥) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٦ / ١١٢.
(٦) ابن العماد ـ الشذرات. ج ١ / ٧٩. وصالح خريسات ـ تهذيب تاريخ الطبري. ص ٤٠٠.