فرجع عمارة ، وهو يقول : (احذر الخطر ما يماسك ، الشرّ خير من شرّ منه) (١). ثمّ أخبر الإمام عليّ بما جرى له مع طليحة. فعزله.
٢٠ ـ قرضة بن كعب الأنصاريّ
هو : قرضة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن مالك بن ثعلبة ابن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، الأنصاريّ الخزرجيّ ، حليف بني عبد الأشهل ، وكنيته : أبو عمر (٢).
ولّاه الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام إمارة الكوفة سنة (٣٦) للهجرة (٣) ، بعد إقالة أبي موسى الأشعري عنها" وبعد أن رجع عمارة بن شهاب إلى المدينة عند توليته الكوفة من قبل الإمام عليهالسلام.
ثمّ استخلفه الإمام عليّ عليهالسلام على الكوفة أيضا ، وذلك عند ذهابه إلى" صفّين" (٤). وكان قرضة بن كعب قد شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حرب أحد وما بعدها ، وفتح الله على يديه" الريّ" في خلافة عمر سنة (٢٣) للهجرة (٥) ، كما وكان على خيل الجيش عند ما ذهب أبو موسى إلى" تستر".
وقرضة بن كعب من الصحابة الأجلاء ، الّذين حفظوا الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا أنّه منع من التحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيّام أبي بكر وعمر ، فقد جمع أبو بكر الناس بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال لهم : (إنّكم تحدّثون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحاديث تختلفون فيها ، والناس
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٥ / ١٦٢ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٣ / ٢٠٢.
(٢) ابن حبان ـ الثقات. ج ٣ / ٣٤٨ والخطيب البغدادي. ج ١ / ١٨٥ والمزني ـ تهذيب الكمال. ج ٢٣ / ٥٦٣.
(٣) تاريخ خليفة بن خياط. ج ١ / ١٨٠ وتاريخ الطبري. ج ٤ / ٤٩٩ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٥٩.
(٤) المصدر السابق الأول. ج ١ / ٢٠٢.
(٥) المزني ـ تهذيب الكمال. ج ٢٣ / ٥٦٣.