قبلي).
مات إبراهيم بن المهدي في سامراء في شهر رمضان من سنة (٢٢٤) (١) للهجرة وصلى عليه المعتصم وكان عمره (٦٢) سنة.
٥٧ ـ أبو عيسى بن هارون الرشيد :
هو : (محمّد) وقيل (أحمد) وقيل (صالح) (٢) بن الخليفة هارون الرشيد ، وقد غلبت كنيته على أسمه ، وأمّه أمّ ولد (أي غير عربية).
وكان أبو عيسى جميل الصورة والمظهر ، مثل جمال أبيه هارون الرشيد ، وكان يقال : (انتهى جمال الرشيد إلى أبنيه (الأمين وأبي عيسى).
وعند ما كان أبو عيسى صغيرا ، قال له أبوه (الرشيد) : (ليت جمالك لعبد الله) (٣).
فأجابه أبو عيسى : (على أنّ حظّه منك لي).
فتعجب الرشيد من جوابه على صغره.
وكان أبو عيسى ، كثير المجالسة والعشرة ، وكان شاعرا ، وماهرا بالغناء (٤).
ولّاه أخوه المأمون إمارة الكوفة سنة (٢٠٤) (٥) للهجرة ، وولى أخاه
__________________
(١) الآبي ـ نثر الدر. ج ٣ / ١٤٣ وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ١١ / ٩١ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٥٠٨ والترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلامي. ج ٢ / ١٢٧١ والزركلي ـ الأعلام. ج ١ / ٦٠.
(٢) والّذي أرجحه بأن اسمه هو (محمّد) لأن أكثر المؤرخين قد ذكروا ذلك وأنه أمير الكوفة وليس البصرة.
(٣) عبد الله : المأمون.
(٤) الزركلي ـ الأعلام. ج ١ / ٢٦٥ وحسن سعيد الكرمي ـ قول على قول. ج ٧ / ٢١٢.
(٥) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٣٥٨ والذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ١٤ / ١٨ وابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١٠ / ٢٥١ وتاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ٢٥٣ وأبي المجالس ـ النجوم الزاهرة. ج ٢ / ١٧٥ والترمانيني ـ أحداث التاريخ الإسلامي. ج ٢ / ١١٧١ والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٢٣٣.