صالح إمارة البصرة في نفس السنة.
وكانت (عريب) (١) تحبّه كثيرا وتقول : (إنّها ما عشقت أحدا من بني هاشم (٢) ، وأصفته من الخلفاء وأولادهم سوى أبا عيسى) (٣). ثمّ تزوجت عريب من صالح المنذري الخادم (سرا) وكان المتوكّل العباسي قد أرسل صالح المنذري بحاجة إلى مكان بعيد فقالت عريب (٤) :
أما الحبيب فقد مضى |
|
بالرغم منيّ لا الرضا |
أخطأت في تركي لمن |
|
لم ألق منه معوّضا |
ولمّا بويع (المأمون) بالخلافة بعد مقتل أخيه (الأمين) ظل عشرين شهرا ، لم يستمع إلى الغناء ، وكان أوّل من غنّى بمجلسه أخوه أبو عيسى ، ثمّ بعد ذلك استمرّ على سماع الغناء (٥).
وبينما كان أبو عيسى وطاهر بن الحسين يتغدّيان (سويّة) عند المأمون ذات يوم أخذ أبو عيسى ورقة (خسّ) فغمسها في الخلّ ، وضرب بها عين طاهر الصحيحة (٦) فغضب طاهر وقال : (يا أمير المؤمنين ، إحدى عيني ذاهبة ، والأخرى على يدي عدل ، يفعل هذا بي بين يديك).
فقال له المأمون : (يا أبا الطيب ، إنّه والله ليعبث بي أكثر من هذا العبث) (٧).
__________________
(١) عريب : تمت ترجمتها في ص ٦٢٠.
(٢) بنو هاشم : المقصود بهم العباسيين.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٢١ / ٧١.
(٤) نفس المصدر السابق.
(٥) ابن عبد ربه الأندلسي ـ العقد الفريد. ج ٦ / ٣٢.
(٦) وكان طاهر أعور العين.
(٧) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٠ / ١٨٨.