٣٧ ـ مطر بن ناجية (١) اليربوعي :
وهو : من بني يربوع من تميم ، ثائر من الشجعان ، كان أيّام إمارة الحجّاج يتولّى (المعونة) في الكوفة (٢) ، ثار بالكوفة سنة (٨٢) (٣) للهجرة.
وعند ما جاء الحجّاج بن يوسف الثقفيّ سنة (٧٧) للهجرة لمحاربة شبيب الخارجيّ ، كان مطر بن ناجية اليربوعي على ميمنة الجيش ، وكان خالد بن عتاب بن ورقاء على ميسرته ، ثمّ وبعد أن انهزم شبيب الخارجيّ تتبّع مطر بن ناجية وخالد بن عتاب فلول جيش شبيب المنهزم حتّى وصلوا إلى جسر المدائن. (٤)
وبعد معركة (يوم الزاوية) الّتي انتصر فيها الحجّاج على ابن الأشعث وأخذ الحجّاج يطارد ويقتل كلّ من اشترك في تلك المعركة بما فيهم القراء والفقهاء وكبار السنّ ، وحينما سمع أهل الكوفة بذلك هجموا على قصر الإمارة وأعلنوا ثورتهم على بني أميّة فخلعوا عبد الملك بن مروان وطردوا (عبد الرحمن الخصرميّ) (خليفة الحجّاج على الكوفة) وكان يقود تلك الثورة (مطر بن ناجية اليربوعي) ومعه جماعة من بني تميم ، وكان ذلك في
__________________
(١) ناجية : وبنو ناجية ينتسبون اليها وسميت ناجية لأنها سارت في طريق مقفر مع أبيها فعطشت في الطريق فقال لها أبوها الماء بين يديك (وهو يريها السراب موهما إياها بأنه ماء) حتّى وصلت إلى الماء فشربت منه فسميت (ناجية). واسمها الحقيقي (ليلى) بنت جرم بن ريان وهي زوجة سامة بن لؤي بن غالب ، وذهب سامة إلى البحرين على أثر نزاع حصل بينه وبين أخيه كعب وفي الطريق عضته أفعى وهو على بعيره فمات فرثاه أخوه كعب فقال :
عين جودي لسامة بن لؤي |
|
علقت ساق سامة العلاقة |
رب كأس هرقتها ابن لؤي |
|
حذر الموت لم تكن مهراقة |
(٢) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٣٦٥. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٤٦٨.
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٢٧٥.