أوائل سنة (٨٢) للهجرة. (١)
وبعد أن دخل ابن ناجية قصر الإمارة واستولى على زمام الأمور في الكوفة خطب في الناس فسبّ عبد الملك بن مروان ولعن الحجّاج بن يوسف الثقفيّ ، وأثناء خطبته انكسر المنبر فسقط ابن ناجية على الأرض وكان ابن الأقيشر (٢) واقفا أثناء ذلك فقال : (٣)
خلعوا أمير المؤمنين وبايعوا |
|
مطرا لعمرك بيعة لا تظهر |
واستخلفوا مطرا فكان كقائل |
|
بدل لعمرك من يزيد أعور |
أبني تميم ما لمنبر ملككم |
|
ما يستقر قراره يتمرمر |
إنّ المنابر أنكرت أستاهكم |
|
فادعوا خزيمة يستقر المنبر |
وبعد الانتهاء من خطبته وزّع على الناس (٢٠٠) درهم لكل واحد ، وعند ما وصل عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث إلى الكوفة بعد هزيمته في معركة (يوم الزاوية) خرج أهل الكوفة يستقبلونه ثمّ ذهبوا به إلى قصر الإمارة فمنعهم مطر بن ناجية من الدخول إلى القصر وغلق الأبواب ، عندها أمر ابن الأشعث بالصعود إلى القصر بواسطة السلالم وصعدوا إلى القصر واستولوا عليه وجيء بمطر بن ناجية إلى أبن الأشعث فحبسه ثمّ أطلق سراحه بعد ذلك وأصبح مطر من جماعته. (٤)
مات مطر بن ناجية سنة (٨٢) للهجرة. (٥)
__________________
(١) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٤٦٨.
(٢) ابن الأقيشر : واسمه المغيرة بن عبد الله بن معرض ، وقد غلب لقبه على أسمه.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١١ / ٢٧١.
(٤) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٤٦٨.
(٥) الزركلي ـ ترتيب الأعلام على الأعوام. ج ١ / ١٥٧.