كما غلطنا ، فقال عبد الرحمن : أنا غلطت من فمي وغلط هو من إسته. (١)
٥٧ ـ عبد الملك بن بشر بن مروان :
وعبد الملك هو : ابن عم الخليفة يزيد بن عبد الملك ، وأمّه (هند) بنت أسماء بن خارجة ، ولّاه يزيد بن عبد الملك إمارة (العراقين) بعد عزل عبد الرحمن بن سليم الكلبيّ سنة (١٠٢) (٢) للهجرة.
وعند ما جاء أبوه (بشر بن مروان) إلى الكوفة أميرا عليها من قبل أخيه عبد الملك سنة (٧٢) للهجرة سأل عن هند بنت أسماء بن خارجة (وكانت آنذاك أرملة عبيد الله بن زياد) فخطبها وتزوجها وولدت له عبد الملك ، ولمّا مات بشر بن مروان لم تجزع عليه هند ولم تحزن فقال الفرزدق : (٣)
فإن تك لا هند بكته فقد بكت |
|
عليه الثريا في كواكبها الزهر |
ثمّ تزوجها بعد ذلك الحجّاج بن يوسف الثقفيّ ، ثمّ طلقها الحجّاج عند ذهابه إلى واسط وبنى قصره هناك.
وعن محمّد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أنه قال : ذهبنا يوما (ومعنا الحجّاج بن يوسف الثقفيّ) نعود عبد الملك بن بشر ، فسلّمنا عليه ثمّ خرجنا ، وقد تخلّف الحجّاج عنده ، فوقفنا ننتظره فلمّا خرج قال لي : لقد رأيت الآن هندا وهي أجمل مما كانت عليه قبلا ولا بد لي من الرجوع اليها ، فقلت له : أيّها الأمير إنّك قد طلقتها وإنّ الناس سوف يتحدثون عنك بما لا ترتضي. فقال له الحجّاج : صدقت. فقال محمّد : (والله
__________________
(١) الجاحظ ـ البيان والتبيين. ج ٢ / ٣٤٧.
(٢) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٨ / ٢٧.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٢٠ / ٣٦٥.