٣٨ ـ سليمان بن أبي جعفر المنصور :
هو : سليمان بن عبد الله (المنصور) بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ، وكنيته : أبو أيّوب الهاشمي. ولّاه الحسن ابن سهل (وزير المأمون) إمارة الكوفة (١).
وكان سليمان قد ولّي قبل ذلك إمارة دمشق من قبل هارون الرشيد ، ثمّ ولّيت للأمين مرتين ، وولّي البصرة مرتين أيضا (٢). وكان أميرا على طبرستان.
وعند ما بويع (الأمين) بالخلافة سنة (١٩٣) للهجرة ، وبايعه أهل بيته فوكّل (الأمين) لسليمان بن أبي جعفر المنصور بأخذ البيعة له على القادة وغيرهم (٣).
وعند ما حوصر (الأمين) من قبل طاهر بن الحسين ، وأراد الأمين أن يهرب إلى الشام ، كتب طاهر بن الحسين إلى سليمان بن أبي جعفر المنصور والى محمّد بن عيسى بن نهيك والسندي بن شاهك أن يمنعوه من الهرب ، وإلّا فستصادر كافّة ممتلكاتهم ، وسيكونون هم المسئولون عن هروبه (٤). ثمّ اجتمع طاهر بن الحسين ، وهرثمة بن أعين ، والقادة ، وحضر الاجتماع سليمان ابن أبي جعفر المنصور ، وقرروا في اجتماعهم : بأنّه إذا التجأ الأمين إلى هرثمة فعليه أن يدفع (الخاتم والبردة ومتطلبات الخلافة) إلى طاهر ، إلّا إنّ الأمين خرج ليلا للالتحاق بهرثمة ، فشعر به جند طاهر بن الحسين فقتلوه ، وكان ينادي : (أنا ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنا ابن هارون ، أنا أخو المأمون ، الله
__________________
(١) ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ١٠ / ١٦٥ والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٢٣٤.
(٢) الزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ١٩٠ والمستشرق زامباور ـ الأسرات الحاكمة. ص ٢٨٥.
(٣) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٣٦٥ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٢٢١.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٤٧٨ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٦ / ٢٨٣.