في بغداد سنة (٣٠٧) (١) للهجرة في وزارة حامد بن العبّاس ، وكان هارون من خصوم الوزير (ابن الفرات) ومن أنصار الوزير (عليّ بن عيسى).
وهارون هذا هو : أحد القادة الذين اشتركوا في حرب أبي طاهر القرمطي وتخليص البلاد من شروره سنة (٣١٥) (٢) للهجرة.
وقد حدثت خصومة بين هارون وبين القائد التركي (نازوك) وكذلك خاصم (مؤنس المظفر) ، فطلب قادة الجيوش من الخليفة العباسي (المقتدر) أن يبعد هارون خارج بغداد ، فقلده (المقتدر) عند ضغط القادة الثغور الشامية والجزيرة ، ولكن هارون ذهب إلى (قطربل) وأقام بها (٣).
ثمّ خلع الخليفة (المقتدر) وبويع (القاهر بالله) بالخلافة سنة (٣١٧) للهجرة. فأعيد (المقتدر) للخلافة بعد ثلاثة أيّام ، وأرسل هارون إلى الجبل لمحاربة (مرداويج) ، ثمّ عاد إلى بغداد ، فغضب (مؤنس المظفر) لعودته إلى بغداد ، فأرسل هارون إلى الموصل ، ثمّ كرّ راجعا إلى بغداد ، وحارب المقتدر ، فقتله.
وبعد قتل الخليفة (المقتدر) ذهب هارون الخال إلى واسط ، ثمّ تقلّد أعمال المعاون بالكوفة ، ولمّا تولّى (الراضي بالله) الخلافة سنة (٣٢١) (٤) للهجرة ، كتب هارون الخال إلى قادة الجيش في بغداد وأعلمهم ، بأنّه أحقّ (بالحضرة السلطانية ورئاسة الجيش) لذا جاء هارون إلى بغداد ، وقبل وصوله بيوم ، كتب إليه (ابن مقله) (٥) بأن يرجع إلى الدينور ، فقال له
__________________
(١) الزركلي ـ الأعلام. ج ٩ / ٤٣.
(٢) القاضي التنوخي ـ نشوار المحاضرة. ج ٨ / ١٨١.
(٣) القاضي التنوخي ـ نشوار المحاضرة. ج ٨ / ١٨١.
(٤) نفس المصدر السابق.
(٥) ابن مقله : وزير الخليفة الراضي.