قائم يصلّي في المحراب ، ضربه عبد الرحمن بن ملجم ، صبيحة التاسع عشر من شهر رمضان من سنة (٤٠) للهجرة ، ولكن لم تنته أخلاقه وسمعته وزوّاره ومحبيه وستبقى ذكراه إلى أن تقوم الساعة.
ولقد أجاد الشاعر (١) حيث قال مخاطبا معاوية على قبره بقصيدة طويلة نقتطف منها (٢) :
أين القصور أبا يزيد ولهوها |
|
والصافنات وزهوها والسؤدد |
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه |
|
لأسال مدمعك المصير الأسود |
كتل من الترب المهين بخربة |
|
سكر الذباب بها فراح يعربد |
ومنها :
قم وارمق النجف الشريف بنظرة |
|
يرتدّ طرفك وهو باك أربد (٣) |
تلك العظام أعزّ ربّك قدرها |
|
فتكاد لو لا خوف ربّك تعبد |
فسلام عليك يا أمير المؤمنين ، يوم ولدت في الكعبة ، ويوم قتلت في محراب صلاتك بالكوفة ، ويوم تبعث حيّا.
٢٢ ـ أبو مسعود الأنصاري
هو : عقبة بن عامر" عمرو" بن نابي بن زيد ، وكنيته : أبو مسعود ، وقد غلبت كنيته على اسمه (٤).
وقيل : هو عقبة بن عمرو من بني خدارة بن عوف بن الحارث بن
__________________
(١) الشاعر : هو محمّد مجذوب من طرسوس بسوريا ، ألقيت قصيدته في النجف الأشرف سنة ١٣٦٧ للهجرة.
(٢) باقر القرشي ـ حياة الإمام الحسن بن عليّ. ج ٢ / ٣٤٧.
(٣) أربد : أسود
(٤) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ٢٠١ والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٢ / ٣٧٤.