ذا حسب ينمو (١) وعقل يحري (٢) |
|
هبه لأخوالك يوم الفطر |
فأمر ابن هبيرة بإطلاق سراح الفرزدق. وكان ابن هبيرة قد أطلق قبله سراح رجلا من عجل جيء به من عين التمر ، فتشفعت به قبيلة بكر ابن وائل ، ولمّا أخرج الفرزدق من الحبس ، سأل عن الّذي تشفع له ، فقيل له : إنه أبو نخيلة. فرجع الفرزدق إلى الحبس وقال : (لا أريحه ولو متّ ، انطلق قبلي بكري وأخرجت أنا بشفاعة دعي؟ والله لا أخرج هكذا ولو من النار). (٣) ولمّا سمع ابن هبيرة ضحك كثيرا وأمر بإخراجه من الحبس وقال له : (وهبتك لنفسك).
وقال بشار بن برد يمدح عمر بن هبيرة بقصيدة طويلة نقتطف منها الأبيات التالية : (٤)
يخاف المنايا إن ترحلت صاحبي |
|
كأنّ المنايا في المقام تناسبه |
فقلت له : إنّ العراق مقامه |
|
وخيم إذا هبت عليك جنائبه |
إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا |
|
صديقك لم تلق الّذي لا تعاتبه |
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه |
|
مقارف ذنب مرّة ومجانبه |
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى |
|
ضمأت وأيّ الناس تصفي مشاربه |
٦٠ ـ عبد العزيز بن الحارث :
هو : عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص. استخلفه عمر
__________________
(١) ينمو : يعلو.
(٢) يحري : ينقص.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٢٠ / ٣٩٧.
(٤) المصدر السابق. ج ٣ / ٢٣٦.