للهجرة بالذهاب إلى الكوفة لمحاربة القرامطة (١) ، فذهب مؤنس إلى الكوفة ، وقد خرج القرامطة عنها ، وهدأت الأوضاع فيها ، فذهب مؤنس إلى واسط ، واستخلف ياقوت (الخادم) على الكوفة (٢) ، وقيل كان ذلك سنة (٣١٤) للهجرة (٣).
وقيل : إنّ المقتدر ، أرسل ياقوت وابنيه (محمّد والمظفر) إلى الكوفة سنة (٣١٢) للهجرة لمحاربة (أبي طاهر القرمطي) ، ولمّا علم (ياقوت) بأنّ القرمطي ترك الكوفة وعاد إلى بلده (هجر) ، عاد ياقوت وابناه إلى بغداد (٤).
وفي نفس هذه السنة ، أعني سنة (٣١٢) للهجرة ، ذهب موسى إلى الكوفة فاستخلف عليها ياقوت (٥).
وفي سنة (٣١٩) للهجرة حصلت خلافات بين ياقوت ومؤنس المظفر ، ودارت بينهما منازعات ، فعزل (ابن ياقوت) عن الشرطة ، ثمّ كتب مؤنس المظفر إلى الخليفة (المقتدر) يطلب منه إخراج (ياقوت وابنه) عن بغداد ، فلم يوافقه على ذلك ، عندها كتب مؤنس إليه يطلب منه الموافقة على خروجه بنفسه من بغداد ، فلم يمانع المقتدر من ذلك ، عندها خرج (مؤنس) إلى الشماسيّة ، ومعه الكثير من المؤيدين والأنصار ، ثمّ التحق به بعض القادة ، وانحاز إليه الجيش ، فذهب إليه الوزير (سليمان بن الحسن) و (عليّ بن عيسى) ، فلما وصلوا إلى الشماسيّة ، اعتقلتهم حاشية مؤنس ظنا منهم بأنهم جاؤوا لقتل مؤنس.
__________________
(١) وكان المقتدر قد صرف على تهيئة الجيش لمؤنس المظفر ألف ألف دينار.
(٢) الهمذاني ـ تكملة تاريخ الطبري. ص ٢٤٧ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٨ / ١٥٦.
(٣) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١١ / ١٥٠.
(٤) الهمذاني ـ تكملة تاريخ الطبري. ص ٢٤٢.
(٥) المصدر السابق. ص ٢٤٧.