٩٠ ـ النضر بن سعيد الحرشي :
وهو : أحد قادة جيوش عبد الله بن عمر بن عبد العزيز على العراق.
وعند ما مات يزيد بن الوليد ، وجاء بعده إلى الخلافة مروان بن محمّد ، كتب إلى النضر بن سعيد الحرشي أن يتولى العراق بدلا من عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، فذهب النضر إلى الكوفة ، وطلب من ابن عمر تسليمه (الإمارة) ، إلّا أنّ عمر رفض ذلك وبقي في (الحيرة) ، عند ذلك اشتعلت الحرب بين النضر وبين ابن عمر ، واستمرت لمدّة أربعة أشهر ، ثمّ أرسل مروان بن محمّد جيشا من الشام لمساعدة النضر ، واجتمعت القبائل المضرية ، مع النضر بن سعيد عصبية لمروان ، حيث طالب بدم الوليد (وكانت أم الوليد قيسيّة من مضر) ، وكان أهل اليمن مع عبد الله بن عمر عصبية له. (١)
ولمّا سمع الضحّاك بن قيس الشيبانيّ باختلاف النضر مع ابن عمر ، استغل خلافاتهم وتوجّه نحو الكوفة سنة (١٢٧) للهجرة ، فأرسل ابن عمر إلى النضر وقال له : (إنّ هذا لا يريد غيري وغيرك ، فهلّم نجتمع عليه) فاتفقا وتعاقدا على ذلك ، واجتمعا بالكوفة وكان كلّ واحد منهما يصلي بأصحابه. (٢)
وجاء الضحّاك في شهر رجب من هذه السنة ، فنزل في النخيلة ، واستراح فيها عدّة أيّام ثمّ تهيّأ للقتال ، ثمّ جرت معركة بين الطرفين ، قتل خلالها عاصم بن عمر بن عبد العزيز أخو عبد الله وقتل أيضا جعفر بن
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٧ / ٣١٨. وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٧ / ٢٦٣. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٣٣٥. والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٢٤٥.
(٢) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٣٣٥ و٣٣٧.