بعدكم أشدّ اختلافا ، فلا تحدّثوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه) (١).
وقرضة بن كعب هو : أحد العشرة من الأنصار ، الّذين بعثهم الخليفة عمر بن الخطاب إلى الكوفة ، وحينما خرجوا من الكوفة ، سار معهم حتّى أوصلهم خارج المدينة. ثمّ سألهم عمر : (أتدرون لم شيّعتكم؟) قالوا : نعم ، مكرمة لنا. قال : (ومع ذلك ، فإنّكم تأتون أهل القرية ، لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جوّدوا القرآن ، وأقلّوا الرواية عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا شريككم) (٢). وكان قرضة بن كعب رئيس جماعته ، وهو المتحدّث فيهم. ولمّا وصل قرضة بن كعب إلى الكوفة ، قالوا له : حدّثنا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (نهانا عمر) (٣).
وعند ما كان قرضة بن كعب أميرا على الكوفة ، كتب إلى الإمام عليّ عليهالسلام يقول : (بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد ، فإنّي أخبر أمير المؤمنين ، أنّ خيلا مرّت بنا من قبل ناحية الكوفة ، متوجهة نحو" نفر" (٤) ، وأنّ رجلا من دهاقين أسفل الفرات قد صلّى ، يقال له" زاذان بن فروخ" أقبل من قبل أخواله في ناحية" نفر" فعرضوا له وقالوا له : (أمسلم أمّ كافر؟) فقال : بل أنا مسلم.
قالوا : فما هو قولك في عليّ؟
__________________
(١) محمّد حسنين هيكل ـ الفاروق عمر. ج ٢ / ٢٨٨.
(٢) المصدر السابق. ج ٢ / ٢٨٩.
(٣) المصدر اعلاه. ج ٢ / ٢٨٨.
(٤) نفر : بلدة قديمة واقعة على شاطئ الفرات الأيسر ، كان فيها هيكل" أنليل ونبلنلبل" من أوثان سومر وبابل نحو ٢٩٠٠ قبل الميلاد.