من أهل الكوفة إلى السلطان ، وأخبروه بأمر القرامطة ، وأنّهم قد أحدثوا دينا غير الإسلام ، وأنّهم يقتلون كلّ من لم يبايعهم على دينهم ، وأنّ أحمد الطائي يخفي أمرهم عن السلطان. فلم يلتفت السلطان إليهم ، ولم يسمع منهم ، كان ذلك سنة (٢٧٨) (١) للهجرة.
وكان الموفّق (أبو أحمد) قد قبض على أحمد الطائي سنة (٢٧٥) للهجرة ، وحبسه وصادر جميع أمواله وممتلكاته ، وكان الطائي حينذاك أميرا على الكوفة وسوادها ، وطريق خراسان ، وسامراء ، والشرطة ببغداد ، وعلى خراج (بادوريا) و (قطربل) و (مسكن) ، ثمّ عفا عنه ، وأطلق سراحه ، وأعاده إلى إمارة الكوفة وبقي أميرا على الكوفة إلى أن مات (٢).
مات أحمد بن محمّد الطائي بالكوفة في الحادي والعشرين من شهر جمادي الآخرة من سنة (٢٨١) (٣) للهجرة ودفن بها قرب مسجد السهلة.
٧٩ ـ إسحاق بن عمران :
كان إسحاق بن عمران أميرا على الكوفة سنة (٢٩٣) (٤) للهجرة ، وذلك عند ما هاجم الذبلاني بن جهروبة من أهل الصوصر على الكوفة ، ومعه ثمانمائة فارس ، فسلبوا وقتلوا حوالي عشرين رجلا.
ثمّ دخل إلى الكوفة أيضا ، ما يقارب المائة فارس من القرامطة ، من
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٩ / ٢٥ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٤٤٧.
(٢) الزركلي ـ الأعلام (ط ٥). ج ١ / ٢٠٥.
(٣) تاريخ الطبري. ج ٩ / ٣٦ والقاضي التنوخي ـ نشوار المحاضرة. ج ٥ / ٦٢ ابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٤٦٧.
(٤) القرطبي ـ صلة تاريخ الطبري. ص ٢٠ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٧ / ٥٤٣.