الحارث : (عليك وعليها لعنة الله).
وكان الحارث ينصح أخاه ، وينهاه عن قول الشعر ، فقال له عمر : (إنّي لا أقدر على ذلك مادمت في مكّة ، فأعطاه الحارث ألف دينار ، على أن لا يقول الشعر ، فأخذ عمر الألف دينار ، وذهب إلى أخواله في اليمن ، وبقي عندهم أشهرا ، فأخذه الحنين إلى الثريا ، فأخذ يقول شعرا نقتبس منه ما يلي : (١)
هيهات من أمّة الوهاب منزلنا |
|
إذا حللنا بسيف البحر من عدن |
واحتلّ أهلك أجيادا وليس لنا |
|
إلا التذكّر أو حفظ من الحزن |
ما أنس لا أنس يوم الخيف موقفها |
|
وموقفي كلانا ثمّ ذو شجن |
وقولها للثريا ، وهي باكية |
|
والدمع فيها على الخدين ذو سنن |
بالله قولي له في غير معتبة |
|
ماذا أردت بطول المكث في يمن؟ |
إن كنت حاولت دينا أو ظفرت بها |
|
فما أخذت بترك الحجّ من يمن؟ |
وقال مرة بن محكان في الحارث : (٢)
أحار تبيّن في الأمور فإنه |
|
إذا الأمير عدا في الحكم أو فسدا |
فإنك محلول عليك وضاعن |
|
فمهما تصبه اليوم تدرك به غدا |
ولمّا حوصر عثمان بن عفّان في داره سنة (٣٥) للهجرة ، جاء الحارث ابن عبد الله لينصره ، لكنّه سقط عن دابته في الطريق فمات قرب مكّة. (٣) وقيل لما مرض عمر بن أبي ربيعة ، مرضه الّذي مات فيه ، أسف عليه أخوه الحارث ، فقال له عمر : (يا أخي ، إن كان أسفك لما سمعت من قولي : قلت
__________________
(١) إبراهيم بن عليّ المصري ـ زهر الآداب. ج ١ / ٤٢٣. وجبرائيل جبور ـ عمر بن أبي ربيعة. ج ٣ / ٣٦. وديوان عمر بن أبي ربيعة ـ تحقيق عليّ ملكي. ص ١٥٧.
(٢) القرطبي ـ بهجة المجالس. ج ١ / ٣٦١.
(٣) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٢ / ١٩٢. وابن العماد ـ شذرات الذهب. ج ١ / ٢٠١.