عبد الملك : نعم وكرامة. فأجاره عنده وأخفاه ، فسمع يوسف بن عمر بأن يحيى بن زيد عند عبد الملك فأرسل يوسف إلى عبد الملك قائلا : (قد بلغني مكان هذا الغلام عندك ، فو الله لئن لم تأتني به لأكتب فيك إلى أمير المؤمنين). (١)
فقال له عبد الملك : (ما كنت لآوي مثل هذا الرجل وهو عدوّنا وابن عدوّنا). (٢) فصدقه يوسف بن عمر وبعد أن هدأت الأحوال واستقرت الأمور خرج يحيى بن زيد من الكوفة وذهب إلى خراسان.
وقيل إنّ امرأة من أهل السواد كانت لها ديون على بعض الناس فخافت أن ينكروها عليها فذهبت إلى الحكم بن عبدل الأسديّ فاستنجدت به وقالت له : بأنّها امرأة وليس لها زوج وأنّ لها ديون على جماعة وتخاف أن ينكروها عليها ثمّ عرضت عليه الزواج منها فخرج معها ابن عبدل فاستحصل لها كافة ديونها ثمّ ذهبت تلك المرأة إلى أهلها وكتبت إليه هذين البيتين : (٣)
سيخطيك الّذي حاولت مني |
|
فقطع حبل وصلك من وصالي |
كما أخطاك معروف بشر |
|
وكنت بعيد ذاك رأس مالي |
فذهب ابن عبدل إلى عبد الملك بن بشر وقرأ عليه البيتين فقال له ابن بشر : أيّهما أحبّ اليك خمسمائة نقدا؟ أو ألف دينار في العامّ القادم؟ ولمّا جاء العامّ القادم قال له عبد الملك : ألف أحبّ اليك أو ألفان في العامّ القادم؟
فقال ابن عبدل : بل ألفان ، فذهب ابن عبدل وجاء في العامّ القادم فوجد عبد الملك قد مات.
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٧ / ١٨٩.
(٢) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ٩ / ٣٣١.
(٣) وكيع ـ اخبار القضاة. ج ٢ / ٤١٨.