وللحصول على بدل إذا سنحت الفرصة. وقد رأيت بين المهاجرين المحليين واحدا فقط كان فيما مضى تاجرا ميسروا وفر إلى المدينة المنورة بسبب إدمان الخمر ، وهو الوحيد الذي لا يهتم بالحجاج ، ويكسب رزقه بعمله. ومنذ حوالي ٢٩ سنة ، بدأ عبد الستار المذكور أعلاه يجمع في روسيا النقود لبناء مدرسة دينية ومسجد في المدينة المنورة. ولجمع التبرعات سافر أولا بنفسه ؛ وعندما منعوه من دخول روسيا ، شرع يرسل أقرب معاونيه مع الرسائل ؛ وعلى هذا النحو ، كما يقال ، تم جمع ٥٠ ألف روبل تقريبا. وبهذا المبلغ بنوا مدرسة دينية مرفقة بأربعين منسكا ضيقا جدّا ينزلون فيها أيضا ، في زمن الحج ، بعضا من الحجاج ، كما بنوا مسجدا غير كبير وستة بيوت يعيش فيها جامعو النقود أنفسهم. وفي الوقت الحاضر يستمر جمع النقود وتشييد المباني.
وقد تسنى لي أن اسمع مرارا من أفراد مختلفين انه إذا توفي حاج توقف عند عبد الستار أو عند أنصاره الستة أو السبعة أو في المدرسة الدينية ، فإن أمواله ونقوده تختفي باوقح شكل ، بلا ذمة ولا ضمير ؛ كذلك يتصرفون بأموال التلامذة في المدرسة الدينية ، ويتخاطفون ويسرقون أمتعتهم ، ويستبدلون كتب الأوقاف بكتبهم ؛ وبعد ذاك فقط يعلمون السلطات بموت التلميذ.
إن عبد الستار وأقرب أعوانه ، سعيا منهم إلى نشر نفوذهم وزيادة عدد اتباعهم حولهم ، يحاولون بجميع الوسائل أن يوحوا لمواطنيهم العائشين في روسيا بأن «الهجرة» أي النزوح إلى دولة إسلامية هي من أهم واجبات كل مؤمن. وفي سنة ١٨٩٧ وضع الشيخ عبد القادر الذي كان يتمتع بالشهرة في المدينة المنورة (المتوفي حاليا) ، بتكليف منهم ، كراسا خاصا يحتوي جميع آيات القرآن المتعلقة بتلك المرحلة من نضال النبي ضد الوثنيين المكيين التي طلب فيها من اتباعه النادرين آنذاك من عداد سكان مكة اللحاق به. وكان من المرتأى ، بعد طبع الكراس في