الأهبة والتّهيئة لوقت المحاربة ، فيكون ذلك أعون على المنازلة وأقوى على المراقبة.
وعليه إعداد ما يحتاج إليه الجيش من زاد وعلوفة ، يفرّق ذلك عليهم في وقت الحاجة إذا نفد زادهم لتسكن نفوسهم إليه ويثقوا بمادّة يستغنون عن طلبها فيكونوا على المحاربة أوفر ولمنازلة العدوّ أقوى وأصبر.
وعليه أن يتعرّف أحوال عدوّه ويتسمّع مع السّاعات وفي كلّ الأحيان أخبارهم حتّى يعرف أحوالهم ويعلم مقاصدهم وأغراضهم ، ويجتهد في إذكاء العيون ، وبثّ الرّصد ، وبعث من يثق به في الاستعلام بعادة العدوّ ، ويتحرّز من مكرهم وخدعهم ، ويلتمس الغرّة في الهجوم عليهم إن رأى ذلك فرصة وتبيّن له منهم غفلة ، فإنّ الحرب خدعة ، وأيسر الغفلة والتأنّي عند ذلك صرعة / [س ٤٢].
وعليه أن يتعرّف أحوال الناس في عسكره ، وهل يحتاجون إلى الخروج في غارة أو معتلفة فيندب لذلك ويحوط الخارجين في البعوث بتأمير الموثوق به في نجدته وسياسته ودربته وعلمه بالجهات ، فإنّ أكثر ما يصابون في ذلك من الاسترسال وعدم الامتثال ، وإن رأى المنع من ذلك لخوف من غرّة أو جهل بمكامن العدوّ نادى بالنّهي عن الخروج حتّى يعيّن أميرا ويندب جماعة تكون ردءا للمعتلفة ، ولا يكون الخروج لشيء من ذلك إلّا بإذن وتحت نظر أمير وجماعة ، لأنّ ركوب الخطر في إهمال ذلك عظيم.