فيرفعون إليه عليهالسلام أمور من إلى أيديهم ، ويتولّون جمعهم إذا احتيج إليهم.
ولا يفتر والي الثغر في الغزو ومداولة جنده في ذلك ، وكلّ ما غنم خمّسه ، فعزل الخمس ورفعه إلى الإمام ليضعه حيث أمر الله تعالى في كتابه ، ثمّ ينفّل من رأى تنفيله على حسب ما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يتعدّى شيئا صحّ عنه عليهالسلام في ذلك. ويقسم الغنيمة حيث غنمت ، فمن وقع في سهمه شيء دفع إليه وكلّف حمله.
وليجتهد في افتتاح البلاد ، فكلّ بلد فتحه فليقسمه على مفتتحيه ، فإن رأى أن يستطيب نفوسهم ليتركوا الأرض للمسلمين فلا بأس بذلك ، فمن طابت نفسه عن سهمه فله أجره ، ومن أبى أعطاه حصّته من الأرض المفتتحة [س ٥٠] لا يحلّ غير ذلك أصلا وإن كان في المال سعة فليدخل الأمير معه دوابّ للجرحى والمرضى.
وواجب على الإمام أن لا يغفل الصّوائف في كلّ عام ، ففيها قمع العدوّ وعزّ الإسلام ، وحسم طمع ولاة الثّغور عن التغلّب والتعزّز الذي هو سبب الدمار والبوار.
وأمر الصّوائف كما ذكرنا في ولاة الثغر سواء سواء إلا أنّهم تسقط ولاية ولاتها برجوعهم عنها.
وليدخل مع أمير الصّائفة الأطباء وأهل صناعة الجير والبناؤون والنجاجرة لآلات القتال وفتح الحصون وتسهيل الطّرق للعسكر والحدادون والسلاح من السيوف والتّراس والمطارد والقسيّ والنّبل وغير ذلك ممّا يحتاج ويفتقر إليه.