طلبت. كأهل مركب قاتلهم العدوّ فأضرم النار عليهم فلهم الفرار من الحرق إلى الغرق لأنه أخفّ موتا والله أعلم (١).
ويجوز عقر خيل العدوّ إذا قاتلوا عليها ، ومنع من ذلك بعضهم ، وقد عقر حنظلة بن الراهب (٢) يوم أحد فرس أبي سفيان بن حرب واستعلى عليه ليقتله فبدر إليه ابن شعوب (٣) وهو يقول :
لأحمينّ صاحبي ونفسي |
|
بطعنة مثل شعاع الشمس |
ثم طعن حنظلة فقتله واستنقذ أبا سفيان فخلص وهو يقول :
وما زال مهري مزجر الكلب منهم |
|
لدن غدوة حتّى دنت لغروب |
أقاتلهم طرا وأدعو بغالب |
|
وأدفعهم عني بركن صليب |
ولو شئت نجّتني حصان طمرّة |
|
ولم تجعل النعماء لابن شعوب |
فجاوبه ابن شعوب حين لم يشكره فقال :
ولولا دفاعي يابن حرب ومشهدي |
|
لألفيت يوم النعف غير مجيب |
ولو لا مكرّ المهر بالنّعف قرقرت |
|
ضباع عليه أو ضراء كليب (٤) |
__________________
(١) انظر تفصيل القول في ذلك في كتاب شرح السير الكبير ٤ : ١٥٠٩ برقم : ٢٩٥٥ وما بعدها.
(٢) حنظلة بن الراهب هو حنظلة بن أبي عامر ، أنصاري من الأوس ويعرف بغسيل الملائكة كان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب واسمه عمرو أو عبد عمرو ولم يسلم وأسلم حنظلة وحسن إسلامه واستشهد في أحد. عن الإصابة ٢ : ٤٤ برقم : ١٨٥٩ والسيرة النبوية ٢ : ٥٩٥.
(٣) ابن شعوب هو شداد بن الأسود كان من أبطال المشركين يوم أحد وقد دافع عن أبي سفيان ابن حرب وكان على وشك أن يقتل على يد حنظلة بن الراهب في أحد. انظر الخبر في السيرة ٢ : ٥٩٥ ، ٥٩٦.
(٤) انظر الخبر مع الشعر في السيرة النبوية ٢ : ٥٩٥ ، ٥٩٦.