وأما إذا أراد المسلم عقر فرس نفسه فلا يجوز له مادام فيه قوّة ورجاء لما في الفرس من المنّة والقوّة لفارسه في الدفاع به والكرّ والفرّ إلّا أن يعلم أنّه قد أحيط به ولا منجى له عليه ، ويخاف أن يتقوّى به العدوّ ، فيجوز له ذلك كما فعل جعفر بن أبي طالب رضياللهعنه في غزاة مؤتة حيث اقتحم عن فرسه فعقرها وقاتل على الراية حتّى قتل (١). وهو أوّل من عقر فرسه في الإسلام. وكان أحفظ لدينه من أن يفعل ما يمنع منه الشرع ولم ينكر ذلك عليه أحد.
__________________
(١) الخبر بلفظه في السيرة النبوية ٢ : ٨٣٢ (ذكر غزوة مؤتة).