وشيبة (١) ابنا ربيعة والوليد بن عتبة (٢). وكان سبب ذلك أنّ الأسود بن عبد الأسد المخزومي (٣) حلف قبل القتال بآلهتهم ليشربنّ من الحوض الذي صنعه محمد وليهدمنّ منه ، فلمّا دنا من الحوض برز إليه حمزة بن عبد المطّلب فضرب رجله فقطعها وهو دون الحوض ، فأقبل يحبو حتى وقع في الحوض وهدم منه ليبرّ قسمه ، فتبعه حمزة فقتله في الحوض فكان أوّل قتيل من المشركين. فاحتمى له المشركون فانتدب منهم الثلاثة المذكورون للمبارزة ، كما يذكر بعد إن شاء الله.
وروى أشهب عن مالك : وسئل عن الرجل بين الصّفّين يدعو إلى المبارزة فقال : إن صحّت نيته فلا بأس ، وقد فعل فيما مضى.
وقال ابن حبيب : سمعت أهل العلم يقولون : لا بأس بالمبارزة وذلك
__________________
(١) شيبة بن ربيعة ت ٢ ه ـ ٦٢٤ م : شيبة بن ربيعة بن عبد شمس من زعماء قريش في الجاهلية ، أدرك الإسلام وقتل على الوثنية ، وهو أحد الذين نزلت فيهم الآية (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) وهم سبعة عشر رجلا من قريش ، اقتسموا عقبات مكة في بدء ظهور الإسلام وجعلوا دأبهم في موسم الحج أن يصدوا الناس عن النبي (صلىاللهعليهوسلم). ولما كانت وقعة بدر حضرها شيبة مع مشركيهم ونحر تسع ذبائح لإطعام رجالهم. وقتل في بدر. السيرة النبوية ١ : ٤٥٧ وما بعدها. الأعلام ٣ : ١٨١.
(٢) الوليد بن عتبة بن ربيعة من فرسان قريش ، قتله عليّ بن أبي طالب في المبارزة يوم بدر. انظر السيرة النبوية ١ : ٤٥٨.
(٣) الأسود بن عبد الأسود المخزومي من فرسان قريش قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر. السيرة النبوية ١ : ٤٥٧ ، ٥٣١. قال ابن إسحاق : خرج الأسود بن عبد الأسود المخزومي وكان رجلا شرسا سيىء الخلق فقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم (أي حوض المسلمين يوم بدر) أو لأهدمنه أو لأموتنّ دونه ، فلما خرج ، خرج إليه حمزة بن عبد المطلب ، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض ، فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو دما أصحابه ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد ـ زعم ـ أن تبر يمينه ، واتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.